اليوم الوطني
في اليوم الثلاثين من شهر شعبان 1427هـ الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 2006م تحل الذكرى الخامسة والسبعون ليومنا الوطني المجيد.. ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م.
وفي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
خمسة وسبعون عاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة.
المملكة العربية السعودية
السياسة الخارجية :
ترتكز سياسة المملكة الخارجية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز على مبادئ وثوابت راسخة مستمدة من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة، ومن أهم ملامح السياسة الخارجية السعودية العمل على دعم التضامن العربي والإسلامي والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية العادلة وخدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم والمحافظة على الاستقرار والسلام العالميين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وبالمقابل عدم السماح للغير بالتدخل في شؤونها.
المساعدات الخارجية :
تأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة دول العالم من حيث نسبة ما تقدمه من مساعدات إلى إجمالي الناتج الوطني، ففي حين تبلغ النسبة التي قررتها الأمم المتحدة للدول المانحـــة للمساعدات سبعة من عشرة في المائــــة من إجمـــالي دخلها فإن نسبة ما قـــدمته المملـــكة للدول النامية من مساعدات بلغ (5.45%) من المتوسط السنوي لإجمالي النــــاتج الوطني، في حــين أن نسبة المساعدات الخارجية لأكبر الدول الصـناعية إلى ناتجـــها الوطني لا تصـل للمستوى الذي تقدمه المملكة.
ويعتبر الصندوق السعودي للتنمية الجهاز الرئيسي للمساعدات السعودية الإنمائية للدول النامية، وكانت المملكة في مقدمة الدول التي سارعت لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية التي أصابت بعض الدول العربية والإسلامية وذلك عن طريق الهيئات واللجان الشعبية التي تدعمها حكومة خادم الحرمين الشريفين.
توازن مسيرة التنمية:
ومنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله اتسمت المسيرة التنموية السعودية بالتوازن والشمولية والاسترشاد بتعاليم الدين الحنيف وقيمه السامية حيث تمكنت المملكة من تحقيق التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية، وخلال مسيرة البناء نفذت المملكة خطط التنمية الخمسية بنجاح حققت من خلالها قفزات سريعة ونهضة حضارية شاملة نقلتها إلى مرحلة الإنماء السريع، وتم خلالها تنفيذ العديد من التجهيزات الأساسية من طرق وموانئ ومطارات ومرافق وخدمات أخرى مما ساعد على اختصار الجهد والوقت في تنفيذ المشروعات العملاقة التي اشتملت عليها خطط التنمية المتتالية التي تضاعف الإنفــاق عليها مع ازدياد دخل الممـــلكة من البترول.
بناء القاعدة الاقتصادية وتنويعها :
حققت المملكة نجاحاً كبيراً في مجال بناء القاعدة الاقتصادية وتنويعها لتخفيف الاعتماد على البترول وذلك من خلال تعزيز قدراتها الإنتاجية في القطاعات الأخرى، فقد تضاعف الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي أكثر من أربع مرات وبمعدل نمو سنوي متوسط قدره (6%)، وارتفعت نسبة إسهامات القطاعات غير النفطية إلى الناتج المحلي الإجمالي من (53%) إلى حوالي (67%)، كما ارتفعت نسبة إسهام الإيرادات غير النفطية إلى إجمالي الإيرادات الحكومية من (16%) إلى (22%)، ويرجع ذلك إلى النمو الملموس في الصادرات البتروكيماوية التي أصبحت منتشرة في أسواق العالم.
مسيرة البناء الصناعي :
ومسيرة البناء لهذا الوطن تسجل بكل فخر واعتزاز مكانة المملكة في مجال الصناعة حيث أصبحت صادرات المملكة من المنتوجات الصناعية وبخاصة البتروكيماويات تسوق في (139) دولة، علاوة على تحقيق المزيد من الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الصناعية التي كانت تستورد من الخارج، ومن خلال المنظور القريب فإن إسهام القطاع الصناعي في ارتفاع مستمر في إجمالي الناتج الوطني.
التجارة :
من البديهي أن هذا التطور و النمو الصناعي للمملكة العربية السعودية سينعكس إيجابا على التجارة سواء تجارة الصادرات أو الواردات ، فالمقارنة غير واردة أصلا بين الحركة التجارية في المملكة عند تأسيسها و ما وصلت له اليوم ، فقد تحولت التجارة في هذه البلاد من تجارة محدودة موسمية ( تعتمد بشكل كبير على موسم الحج مثلا ) إلى تجارة تقوم على أسس اقتصادية ثابتة هي بالأصح ثمرة لما وصلت إليه المملكة من تنمية شاملة في شتى المجالات الصناعية و الزراعية و البشرية ، و يلاحظ نمو الصادرات بشكل مضطرد في الخمس و العشرين سنة الماضية أي منذ بداية خطة التنمية الأولى ، فبينما كانت قيمتها في عام 1390ـ1391هـ 1970م حوالي (10.9) بليون ريال قفزت قيمتها في العام 1415هـ 1994م حوالي ( 159.6) بليون ريال ـ و هذا يؤكد حقيقة تحول المملكة من دولة مستوردة لمعظم احتياجاتها إلى دولة مكتفية ذاتيا ، بل و مصدرة للفائض عن ذلك الاحتياج في بعض السلع و المنتجات
دور المملكة في حماية البيئة :
تولي المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً بالمحافظة على البيئة وتنميتها وحمايتها من عوامل التلوث، مسترشدة في ذلك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو ويحث على العناية بالبيئة وعدم الإضرار بها والانتفاع بمواردها دون إسراف، والتزاماً من المملكة بهذا النهج نصت المادة (33) من النظام الأساسي للحكم على أن: "تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع تلوثها"، وفي سبيل تحقيق ذلك أصدرت الدولة عدداً من الأنظمة التي أناطت مسؤولية تنفيذها بعدد من الوزارات والأجهزة الحكومية المختصة، كما اتبعت المملكة سياسات متوازنة ومتكاملة خلال تخطيط وتنفيذ برامج ومشاريع التنمية لضمان عدم تأثيرها السلبي على البيئة، ووجهت المملكة جهودها لحماية وإنماء التراث الطبيعي للبلاد ولاسيما الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض من أنواع الحيوانات والنباتات والطيور البرية والبحرية، ففي عام 1986م أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله مرسوماً يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وتشكيل مجلس إدارتها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ومنذ إنشائها تواصل الهيئة جهودها لتطبيق أفضل النظم وأكثرها فعالية لمعالجة تدهورالنظام البيئي الطبيعي وتأكيد حماية التنوع الإحيائي على المستوى الوطني والدولي.
الأمن الغذائي :
حققت المملكة خلال مسيرة البناء والتوحيد والنماء خطوات مهمة في مجال الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية الرئيسية وبخاصة القمح والتمور ومنتجات الألبان والدواجن، ويتم تصدير الفائض منها إلى الخارج.
مصادر المياه :
وفي مجال تنمية مصادر المياه في المملكة تم بناء العديد من السدود في مختلف مناطق المملكة لتخزين مياه الأمطار تقدر سعتها التخزينية بحوالي (775) مليون متر مكعب، كما وجهت المملكة جهودها لتحلية مياه البحر لتلبية الاحتياجات اليومية من مياه الشرب، وقامت ببناء العديد من مــــحطات التحـــلية على ساحل البحر الأحمر والخلـــيج العربي بالإضافة إلى تغذية أكثر من (40) مدينة وقرية بالكهرباء.
صناديق الاقتراض :
حققت صناديق الاقتراض التي أنشأتها حكومة المملكة لتوفير السيولة النقدية للمواطنين نمواً كبيراً في دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات، وقد بلغت قروض الصناديق أرقاماً هائلة ساهمت في تمويل العديد من المشروعات الصناعية والزراعية بالإضافة إلى قروض الاستثمارات العامة وقروض بنك التسليف السعودي للمواطنين وما حققه من إنجازات ساهمت في دفع تنمية موارد المواطنين الخاصة.
إنها محطات بارزة على طريق البناء والنماء والنهضة الحضارية الشاملة التي انطلقت مع مسيرة التوحيد التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ووضع لها الأسس والضوابط والأهداف التي تستهدف الارتقاء بالوطن والمواطن في مناخ من الأمن والرخاء والاستقرار حتى وصلت المملكة العربية السعودية إلى المكانة العالمية اللائقة بها بين دول العالم الكبرى.
ومن هذا المنطلق تواصل الخطوط الجوية العربية السعودية كجزء مهم في هذه المنظومة مسيرتها الحافلة بالإنجازات والتي تتزايد وتتنامى عاماً بعد عام لتؤكد جدارتها ومكانتها بين كبريات شركات الطيران العالمية في ظل ما تحظى به من رعاية شاملة ودعم سخي من لدن قائد مسيرتنا الخيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وسيظل التميز عنواناً لـ"السعودية" في مجال الخدمات المتعددة والمتنوعة على طريق التنمية والعطاء لهذا الوطن الغالي.
والمسيرة .. تتواصل
كانت تلك لمحة خاطفـــــة من حيـــــاة الملك المؤســـس عبدالعزيز، مليئــــة بالجهاد والبطولات وتحقيق الإنجازات التاريخية.
وبعد وفاته رحمه الله تحمل أبناؤه البررة المســــؤولية من بعده في مسيرة العطاء والنماء وتدعيم بنيان الدولـــة مســـترشـــدين بمنهاج الشريعة الإســـلامية وملتزمين بها كنـــظام للحكم والشـورى اســــتمراراً لنهــــج الوالد المؤســــس ولما أرســـاه من القيم الإسلامية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة في المجتمع، ففي عهد الملك سعود يرحمه الله ظهرت ملامح التقدم واكتملت هياكل عدد من المؤسسات والأجهزة الأساسية في الدولة.
وفي عهد الملك فيصل يرحمه الله تواصـــلت مسيرة التقدم وتحـــقــقت الكثير من الإنجــــازات وقامت المملكة بتنفــيذ أولى خطـــط التنمية، كما تجددت الدعوة إلى التضامن الإسلامي ونصرة قضايا الأمة.
وفي عهد الملك خالد يرحمه الله استمرت الدولة في خطواتها التنموية الشاملة ونفذت خطة التنمية الثانية وجزءاً من الخطة الثالثة. وكان عهد الملك فهد يرحمه الله عهد خير ونماء وإنجاز في كافة المجالات، وها هـــي مســــيرة البناء والرخاء للدولة الفتيــــة تتـــواصل في عهـــد خادم الحرمين الشريفين الملك عبـدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - وسمو ولي عهده الأمـين الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وعلى نفس النهج "ملحمة بطولة ونهضة أمة"
المملكة العربية السعودية
خدمة الإسلام والمسلمين :
توسعة المسجد الحرام :
اهتم قادة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز بتحسين و توسعة الحرام المكي الشريف ليواكب الأعداد المتزايدة من الحجاج و العمار فأولى الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله هذا الأمر جل اهتمامه ، فبدأ في عام 1344هـ بترميم وإصلاح جدران و أعمدة وصحن المسجد الحرام .
ثم أمر ـ رحمه الله ـ بترميم المسجد كاملا عام 1354هـ وبدأ مشروع توسعة المسجد في عهد الملك سعود ـ رحمه الله ـ و بالتحديد في ربيع الآخر 1375هـ وكانت هذه أول توسعة من نوعها منذ ألف وستة و تسعون عاما أي منذ آخر توسعة قام بها الخليفة العباسي المقتدر بالله عام 279هـ . و كانت مساحة المسجد الحرام قبل التوسعة السعودية الأولى حوالي (28) ألف متر مربع وسعة المسجد لا تتجاوز (50) ألف مصل و قد استغرقت التوسعة حوالي 10 سنوات .
توسعة خادم الحرمين الشريفين :
يعد هذا المشروع أكبر مشروع لتوسعة المسجد الحرام منذ 14 قرنا ، حيث وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لهذا المشروع العملاق في 2 صفر 1409هـ الموافق 13/9/1988م ، و يتضمن مشروع التوسعة إضافة جزء إلى مبنى المسجد من الناحية الغربية و الاستفادة من سطح المسجد الحرام الذي تبلغ مساحته (61) ألف متر مربع و بذلك أصبح المسجد الحرام يستوعب ما يقارب المليون و نصف مصل في مواسم الحج و العمرة و رمضان . إضافة إلى ذلك تم بناء مئذنتين جديدتين ليصل عدد مآذن المسجد إلى (9) مآذن الواحدة بارتفاع (89) مترا .
توسعة و عمارة المسجد النبوي الشريف :
أولت الدولة منذ عهد الملك عبد العزيز مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم اهتماما خاصا فشملته مشاريع التوسعة و التطور ، و قد كانت التوسعة الأولى التي أمر بها الملك عبد العزيز رحمه الله ـ عام 1370هـ حيث وضع حجر الأساس لهذه التوسعة الملك سعود بيده ببناء (4) أحجار في جدار المسجد الغربي ، و قد كلف المشروع (70) مليون ريال ، و هذه التوسعة السعودية الأولى هي أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف منذ بنائه .
أما التوسعة الثانية فقد نفذت في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ و هي عبارة عن إضافة مساحة إلى المبنى القائم من ناحية الغرب .
توسعة خادم الحرمين الشريفين :
هي جزء من مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة و عمارة الحرمين الشريفين ، و قد وضع ـ رحمه الله ـ حجر الأساس لهذا المشروع في 9 صفر 1405هـ ـ 20 سبتمبر 1988م و يضيف هذا المشروع مبنى جديد إلى المبنى القائم ، كما سيستفاد من مساحة سطح المسجد للصلاة التي تقدر بـ (67) ألف متر مربع للصلاة بحيث تكون مساحة المسجد بعد التوسعة ( 165000 م2 ) .
و لقد تفردت توسعة خادم الحرمين الشريفين بما يلي : زيادة عدد مآذن المسجد من (4) مآذن إلى (10) مآذن بارتفاع ( 92) مترا و إضافة (65) بابا جديدا للأبواب القائمة وعددها (16) بابا ليصبح مجموع أبواب المسجد (81) بابا عدا المداخـل التي زيـدت من (7) مداخـل إلى (23) مدخلا .
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف :
يأتي في مقدمة أوليات نشاط المملكـة لخدمة الإسلام و المسلمين ، اهتمامها بطباعة كتاب الله طباعة صحيحة و مدققة و توزيع هذه النسخ من القران الكريم على المسلمين في جميع أنحاء العالم ، و قد أولى خادم الحرمين الشريفين هذا المشروع اهتماما خاصا حيث أمر يحفظه الله ببناء مجمع طباعي لذلك الغرض بمدينة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و قد وضع حجر الأساس لهذا المشروع في شهر محرم عام 1403هـ و افتتحه في شهر صفر 1405هـ و يتولى وزير الأوقاف و الدعوة و الإرشاد الأشراف على هذا المجمع ، و يرمى المشروع إلى العديد من الأهداف يأتي في مقدمتها طباعة القران الكريم بأحجام و نوعيات مختلفة بطاقة إنتاجية مقدارها 7 ملايين نسخة سنويا ـ و تسجيل القرآن الكريم على أشرطة بأصوات المشاهير من قراء المملكة و بعض الدول الإسلامية ، و جعل المجمع مركزا علميا متخصصا في البحث في علوم القرآن الكريم .
هيئات الإغاثة السعودية :
أولت المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لدعم و مؤازرة المسلمين في كل أنحاء العالم منذ عهد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ و قد قامت المملكة بتوفير هذا الدعم عبر هيئات متخصصة أنشئت لهذا الغرض نذكر منها :
· هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية
· الندوة العالمية للشباب الإسلامي
· مؤسسة الحرمين الشريفين
· الهيئة السعودية لجمع التبرعات
العلم السعودي
دستور المملكة العربية السعودية هو القرآن الكريم والسنة النبوية وجميع الأنظمة مستمدة من تعاليم الاسلام الحنيف التي تطبقها المملكة تطبيقآ عمليآوراية المملكة العربية السعودية قماش لونه أخضر يحمل باللون الأبيض شهادة لااله الا الله محمد رسول الله تعلو السيف الذي يرمز الي الحق والعدالة
المملكة العربية السعودية
نشأة الملك عبدالعزيز :
ولد الملك عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1293هـ/1876م، ونشأ تحت رعاية والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود، وتعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ القاضي عبدالله الخرجي وهو من علماء الرياض، فحفظ بعضاً من سور القرآن الكريم ثم قرأه كله على يد الشيخ محمد بن مصيبيح، كما درس جانباً من أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ.
وكان الملك عبدالعزيز في صباه مولعاً بالفروســــية وركوب الخيل، وعرف بشـجاعته وجرأته وإقدامه وخلقه القـــويم وإرادته الصلبة، وقد رافق والده في رحلـــته إلى البـــادية بعد الرحــيل من الرياض، وتأثر -رحمه الله- بحياة التــنقل خـــاصة فيما يتعلق بالجـدية وصلابة العــود وقوة التحمل.
وعندما حل الأمير عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بالكويت كان عبدالعزيز الابن في الثانية عشرة من عمره، وقد بقي في الكويت مع والده وأسرته لمدة عشر سنوات، درس خلالها القرآن الكريم وخبر السياسة وإدارة المعارك.
انطلاقة عهد جديد :
وانطلق الفتى اليافع عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من الكويت على رأس حملة من أقاربه وأعوانه صوب الرياض وكان عمره 26 عاماً، وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت تعج بالفوضى والتناحر، وبزغ فجر يوم الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م إيذاناً ببداية عهد جديد، حيث استطاع البطل الشاب استعادة مدينة الرياض ليضع بذلك اللبنة الأولى لهذا الكيان الشامخ، وتسلم مقاليد الحكم والإمامة بعد أن تنازل له والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل عن الحكم والإمامة في اجتماع حافل بالمسجد الكبير بالرياض بعد صلاة الجمعة.
بعد ذلك شرع الملك عبدالعزيز في توحيد مناطق نجد تدريجياً، فبدأ في الفترة 1320/1321هـ بتوحيد المناطق الواقعة جنوب الرياض بعد انتصاره في بلدة الدلم القريبة من الخرج، فدانت له كل بلدان الجنوب، الخرج والحريق والحوطة والأفلاج وبلدان وادي الدواسر.
ثم توجه إلى منطقة الوشم ودخل بلدة شقراء، ثم واصل زحفه صوب بلدة ثادق فدخلها أيضاً، ثم انطلق إلى منطقة سدير ودخل بلدة المجمعة، وبهذا الجهد العسكري تمكن الملك عبدالعزيز من توحيد مناطق الوشم وسدير وضمها إلى بوتقة الدولة السعودية الحديثة.
وتمكن الملك عبدالعزيز في الفترة 1321/1324هـ من توحيد منطقة القصيم وضمها إلى الدولة السعودية بعد أن خاض مجموعة من المعارك منها معركة الفيضة ومعركة البكيرية ومعركة الشنانة وانتصاره في معركة روضة مهنا في 18 صفر 1324هر الموافق 14 أبريل 1906م وهي إحدى المعارك الكبرى الحاسمة.
توحيد المملكة العربية السعودية:
وفي 17 جمادى الأولى 3511هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة في اسم واحد هو "المملكة العربية السعودية" وأن يصبح لقب الملك عبدالعـــزيز "ملك المملكة العربية الســـعودية"، واختار جـــلالته في الأمر الملكي يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ يوماً لإعلان توحيد المملكــة العربية السعودية وهو اليوم الوطني للمملكة.
واختارت الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز شعار الدولة الحالي "سيفان متقاطعان بينهما نخلة" أما العلم فأصبح لونه أخضر مستطيل الشكل تتوسطه شهادة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" باللون الأبيض وتحتها سيف باللون الأبيض.
ونظم الملك عبدالعزيز دولته الحديثة على أساس من التحديث والتطوير المعاصر، فوزع المسؤوليات في الدولة وأسس حكومة منطقة الحجاز بعد ضمها وأنشأ منصب النائب العام في الحجاز وأسند مهامه إلى ابنه الأمير فيصل وكان ذلك عام 1344هـ/1926م، كما أسند إليه رئاسة مجلس الشورى، وفي 19 شعبان 1350هـ الموافق 30 ديسمبر 1931م صدر نظام خاص بتأليف مجلس الوكلاء، وأنشأ الملك عبدالعزيز عدداً من الوزارات، وأقامت الدولة علاقات دبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسمياً، وتم تعيين السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء لهذه الغاية، كما اهتم الملك عبدالعزيز كثيراً بدعم القضية الفلسطينية، ولما تأسست جامعة الدول العربية في القاهرة عام 1365هـ1945/م كانت المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة.
ومن منجزات الملك عبدالعزيز تنفيذ أول مشروع من نوعه لتوطين البدو، فأسكنهم في هجر زراعية مستقرة وشكل منهم جيشاً متطوعاً يكون تحت يده عند الحاجة، كما عمل على تحسين وضع المملكة الاجتماعي والاقتصادي فوجه عناية واهتماماً بالتعليم بفتح المدارس والمعاهد وأرسل البعثات إلى الخارج وشجع طباعة الكتب خاصة الكتب العربية والإسلامية واهتم بالدعوة الإسلامية ومحاربة البدع والخرافات، وأنشأ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزودها بالإمكانات والصلاحيات، وأمر بتوسعة الحـــرم النبوي الشــريف، وقــــد شــــرع في ذلك عام 1370هـ/ 1951م، ووفر الماء والخـــدمات الطبيـــة والوقـائية لحجــــاج بيت الله الحرام.
دولة فتية:
وفي عام 1357هـ/1938م استخرج النفط بكميات تجارية في المنطقة الشرقية مما ساعد على ازدياد الثروة النقدية التي أسهمت في تطوير المملكة وتقدمها وازدهارها، وأنشئت مؤسسة النقد العربي السعودي بعد أن بدأت العملة السعودية تأخذ مكانها الطبيعي بين عملات الدول الأخرى، واشترت الدولة الآلات الزراعية ووزعتها على الفلاحين للنهوض بالزراعة. وأنشئت الطرق البرية المعبدة، ومد خط حديدي ليربط الرياض بالدمام، وربط البلاد بشبكة من المواصلات السلكية واللاسلكية، ووضع نواة الطيران المدني بإنشاء الخطوط الجوية العربية السعودية عام 1945م، ومد خط أنابيب النفط من الخليج إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط، وافتتحت الإذاعة السعودية عام 1368هـ/1949م، واهتم المؤسس - رحمه الله - بمحاربة المرض وتوفير الخدمات الصحية، فأنشئت المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف مدن المملكة، ووضع نظام للجوازات السعودية وغيرها من المرافق العامة ذات الصلة بالمجتمع.
وهكذا أرسى القائد المؤسس قواعد دولته الفتية على أرض الجزيرة العربية مستمداً دستورها ومنهاجها من كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فبدل خوفها أمناً، وجهلها علماً، وفقرها رخاءً وازدهاراً.
تطوير وإصلاح:
ولم يكتف الملك عبدالعزيز ببناء هذه الوحدة السياسية والحفاظ عليها فقط بل سعى إلى تطويرها وإصلاحها في المجالات كافة، حتى استطاع بفضل الله عز وجل أن يضع الأساس لنظام إسلامي شديد الثبات والاستقرار مع التركيز على المسؤوليات وتحديد الصلاحيات، فتكونت الوزارات وظهرت المؤسسات وقامت الإدارات لمواجهة التطور، وأدخلت المخترعات الحديثة لأول مرة في شبه الجزيرة العربية فحلت تدريجياً محل الوسائل التقليدية. وأقام طيب الله ثراه القضاء على أساس من تحكيم الشريعة الإسلامية في كل الأمور، فأنشأ المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها، وأصدر الأنظمة التي تدعم هذه المحاكم وتبين وظائفها وتحدد اختصاصاتها وسلطاتها وتنظم سير العمل بها، كما حقق الملك عبدالعزيز إنجازات كبيرة في مجال إقرار الأمن والمحافظة على النظام في الدولة لتوفير الراحة والاطمئنان للمواطنين والوافدين فضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن أو الإخلال بالنظام حتى أصبحت هذه البلاد مضرب الأمثال في جميع الأوساط الدولية على استتباب الأمن والاستقرار.
رعاية ضيوف الرحمن :
وفر الملك عبدالعزيز أفضل الخدمات لضــيوف الرحمن والأماكن المقــــدسة إذ بادر بوضع نظام للحجاج وأشرف بنفســـه على تنفيذه ليضمن لهم أكبر قدر من الراحــة والأمن والطمأنينة وحفظ أرواحهم وأمـــوالهم، كما اتخذ من التدابير ما يمنع استغلالهم وفرض تعريفات بأجور عادية لنقـــلهم بين الأماكن المقدسة، وعمل على توفير مــياه الشرب والأغذية وكل مستلزمات الحـــياة ووسائل الراحة لهم، واهتم بنشر العلم والثقــافة على أسس إسلامية راسخة، وحارب الجـــهل بين الحاضرة والبادية فساند حركات الوعـــظ والإرشاد والتعليم في المساجد والكتاتيب وغيرها، ودعم المـــدارس الأهلــــية ووضع قــواعد التعليم الحكومي المنــــظم عندما أســـس مديرية المعارف لتتـولى الإشراف على التربية والتعليم.
علاقات وروابط:
ولم تقتصر جهود الدولة في عهد الملك عبدالعزيز على البناء الداخلي بل سعت إلى توثيق العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، فكانت سياسة المملكة الخارجية مبنية على وضوح الهدف والثبات على المبدأ ومناصرة الحق انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي قامت عليه أركان هذه الدولة وهو القاعدة التي انطلقت منها نهضتها وأمنها ورخاؤها.
فقد حرص الملك عبدالعزيز على مد جسور التعاون والتقارب وتعزيز الروابط مع الأشقاء العرب وسعى إلى توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم ولم شملهم وحل خلافاتهم بالتشاور فيما بينهم والاتفاق على الأهداف الأساسية التي تضمن لهم تحرير أراضيهم وصيانة حقوقهم ومكتسباتهم.
إقامة شرع الله :
لقد كان الهدف الأسمى للملك عبدالعزيز خلال جهاده الطويل هو إقامة شريعة الله من منابعها الصافية كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وتراث السلف الصالح، ولقد حقق الملك عبدالعزيز هذا الهدف وجعله أساساً قامت عليه دولته الفتية منذ أيامها الأولى وإلى يومنا هذا، وفي تراثه الفكري من الخطابات والأحاديث ما يعبر عن ذلك أصدق تعبير، ومن ذلك قوله يرحمه الله:
"إني أعتمد في جميع أعمالي على الله وحده لا شريك له، أعتمد عليه في السر والعلانية، والظـــاهر والباطن، وأن الله مســــهل طريقـــــنا لاعتــمادنا عليـــه، وإني اُجـاهد لإعــــلاء كلمة التوحـــيد والحـــرص عليها".
وقوله في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى عام 1349هـ:
"إنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في هذه الدائرة أحرار في سن كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لصالح البلاد على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية، لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر كل الضرر هو السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم".
الأمن الشامل:
قبل الملك عبدالعزيز كانت الحالة الأمنية في شبه الجزيرة العربية في أوضاع يرثى لها من التسيب والانفلات، وكانت طرق الحج بشكل خاص تعج باللصوص وقطاع الطرق الذين كانوا يهاجمون قوافل الحجاج ويسلبونها ويعتدون عليها، وكان الحج في تلك الأيام مغامرة لا يدري الحاج معها ما إذا كان سيعود من حجه سـالماً أم لا، ولقد عجزت الدولة العثمانية عن تأمين سلامة الحجاج لدرجة اضطرت معها إلى تسيير قوات عسكرية مع قوافل الحجاج، ومع هذا فقد كانت هذه القوات نفسها تتعرض للاعتداء، وعمدت الدولة العثمانية إلى أسلوب آخر لحماية الحجاج وهو دفع "أتاوات" من النقود الذهبية لقطاع الطرق لكي يتركوا قوافل الحجاج تمر بسلام، ومع هذا كانت تقع تلك الاعتداءات.
وجاء الملك عبدالعزيز وأعلن تطبيق شريعة الله، وهي شريعة الأمن والأمان للمجتمع الإسلامي، وبهذا التطبيق قضى على عصابات اللصوص وقطاع الطرق، واجتثت شرورهم من جذورها، ونشر الأمن الشامل في جميع الربوع التي تتألف منها مملكته وصار هذا الأمن مضرب الأمثال في بلاد العالم الأخرى تروى عنه الروايات، كقصة الجمل الذي فقده صاحبه والذي جاب مناطق عديدة وهو محمل بالأرزاق حتى عثر عليه صاحبه ووجد أن أرزاقه كاملة لم ينقص منها شيء.
وهكذا عرفت المملكة العربية السعودية حالة مثالية من الأمن منذ تأسيسها، وظل هذا الأمن وسيظل بإذن الله صفة مميزة لها.
التضامن الإسلامي :
من منطلق ما أمر الله تعالى به عباده المسلمين من الإخاء والتضامن، كان الملك عبدالعزيز أول حاكم مسلم يدعو إلى هذا التضامن ويضعه موضع التطبيق، وكان أول مؤتمر إسلامي عام في تاريخ الإسلام هو الذي دعا إليه الملك عبدالعزيز عام 1345هـ وحضرته وفود من الدول الإسلامية، وكان هذا المؤتمر أول مناسبة جمعت ممثلي المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية.
ويمكن القول أن السياسة التي رسمها الملك عبدالعزيز وصارت إحدى السمات المميزة لثوابت السياسة السعودية هي العمل على وحدة كلمة المسلمين والتضامن فيما بينهم ومواجهة أعدائهم صفاً واحداً والتعاون والتكافل، وفي هذا قال يرحمه الله:
"إن أحب الأمورإلينا أن يجمع الله كلمة المسلمين، فيؤلف بين قلوبهم، ثم بعد ذلك أن يجمع كلمة العرب، فيوحد غاياتهم ومقاصدهم ليسيروا في طريق واحد يوردهم موارد الخير".
شخصية الملك عبدالعزيز :
لقد كان الملك عبدالعزيز وحيد زمانه فيما اتصف به من مقومات شخصية فذة، ويمكن إيجاز صفاته ومناقبه فيما يلي:
● كان مؤمناً عميق الإيمان، يعتمد على الله تعالى في كل أمر من أموره، ولا يسأل سواه فيما يتطلع إليه.
● كان يملك خبرة واسعة بشؤون دينه، فقد حفظ القرآن الكريم وكثيراً من الأحاديث النبوية الشريفة، وألم إلماماً واسعاً بالأحكام الشرعية ووضعها موضع التطبيق فيما أولاه الله من السلطان، وظل طوال حياته يجتمع كل ليلة مع العلماء والفقهاء حيث تُقرأ كتب العلوم الدينية ويدور الحديث حولها بينه وبين جلسائه.
● كان حكيماً يُعمل عقله في كل حركة من حركاته، ولكل خطوة عنده حساب دقيق، يقلب الأمور على وجوهها ثم يختار الطريق الذي يراه أفضل الطرق، ويكون اختياره في الأغلب هو الاختيار الصحيح.
● كان شجاعاً إلى درجة كبيرة، فلا يتردد في خوض المعارك إذا اضطر لها مهما كانت قوة خصمه وعدده وعدته.
● كان قائداً عسكرياً موهوباً يجيد رسم الخطط الحربية وتنفيذها، وكثيراً ما استعاد وقائع معركة جرت وتحقق له الانتصار فيها ليبين أخطاء خصمه وما كان يجب أن يفعل لينتصر عليه.
● كان خبيراً بالمجتمعات البدوية والحضرية في شبه الجزيرة العربية، وعلى خبرة واسعة بالقبائل وأنسابها بحيث يعرف قبيلة مخاطبه من أول جملة ينطق بها، ومن موقع هذه الخبرة كان يتعامل مع الناس حسب المجتمع الذي ينتسبون إليه بدوياً كان أم حضرياً.
● كان شديد التمسك بأحكام الدين، فلا يتهاون إزاءها ولا يهادن، و فيما عدا ذلك كان رقيق القلب مرهف الإحساس.
● كان اهتمامه يشمل الجميع، والناس أمامه سواسية حتى يبلغ الحق مستقره.
وفــــاتــه :
في الثاني من ربيع الأول عام 1373هـ الموافق 9 نوفمبر 1953م انتقل الملك عبدالعزيز إلى رحمة الله راضياً مرضياً بعد جهاد طويل كان له بالغ الأثر في التاريخ الإسلامي والعربي، وبعد أن أقام دولته الإسلامية العصرية التي تأخذ بكل نافع ومفيد من إنجازات العصر ضمن حدود شريعة الله واستهدافاً لخدمة دين الله وخدمة المسلمين في كل مكان.
على طريق المجد
● ويبقى يوم الخامس من شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م علامة فارقة في تاريخ المملكة، ففيه فتح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مدينة الرياض، ومنها بدأت مسيرة الكفاح والجهاد لاستعادة ملك الآباء والأجداد من خلال ملحمة بطولية لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلاً.
● أكثر من ثلاثين عاماً أمضاها الملك المؤسس في جهاد الأبطال ومعه رجاله المخلصون لتوطيد أركان دولته وجمع شتات أبنائها تحت راية التوحيد ليضع بعد ذلك حجر الأساس الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية كدولة ترتكز في كل توجهاتها على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتساهم بدورها مع بقية دول العالم في ترسيخ مبادئ السلام والأمن من أجل خير الإنسانية جمعاء.
● كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية التي شاركت في تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945م، ووقف الملك عبدالعزيز إلى جانب الدول العربية في كفاحها للتحرر من الاستعمار والنفوذ الأجنبي، ووضع كل ثقله إلى جانب القضية الفلسطينية.
● تعتز المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً بخدمة الحرمين الشريفين بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وخدمة قاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار.
● ومن الحقائق الثابتة التي تفرض نفسها عند تقييم التجربة السعودية أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم هي سمة متميزة وبارزة لقادة المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، حيث تمثل مسيرة المملكة مراحل ثرية حافلة بالإنجازات التي تجسدت من ترسيخ أسس التطور في البلاد وبناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة وضعتها في مصاف القوى الاقتصادية المنتجة والمصدرة، إضافة إلى تمكين الإنسان السعودي من اللحاق بركب التطور في العالم بفضل ما تحقق في المملكة من نهضة شاملة وبالذات في الجانب العلمي والتعليمي، وقد ساهمت تلك المكانة في تفعيل دور المملكة في المجموعة الدولية سواء من خلال منظمة الأمم المتحدة التي شاركت في تأسيسها أو من خلال المؤسسات الدولية المنبثقة عنها والهيئات والمنظمات الدولية الأخرى.
● للمملكة العربية السعودية إسهامات عالمية بارزة تتناسب مع رسالتها في المجموعة الدولية سياسياً واقتصادياً في كافة المجالات إضافة إلى مركزها العربي والإسلامي المتميز الذي استقطب اهتمام واحترام أكثر من ألف مليون مسلم ولا زال.
● يحظى قادة هذه البلاد منذ عهد والدهم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باحترام وتقدير شعوب العالم لما تنهض به المملكة من دور رائد على مختلف الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.
لمحة عامة عن المملكة العربية السعودية
المملكة العربية السعوديةالمساحة : 2،149،790 كيلومتر مربععدد السكان : 21،4 مليون نسمةالكثافة : 7،9 نسمة بالكيلومتر المربعالعاصمة : الرياض 1،800،000 نسمةأهم المدن : جدة 1،800،000 نسمة ، مكة المكرمة 473،000 نسمةاللغة : العربية (رسمية)العملة : الريال السعوديلمحة طبيعية : تقع المملكة العربية السعودية في القسم الاكبر من شبه الجزيرة العربية ، وتتألف من سهول ضيقة على ساحل البحر الاحمر (سهول تهامة)، تليها ، نحو الشرق، سلاسل جبلية تمتد على طول البلاد (جبال الحجاز وعسير ويتعدى اقصى ارتفاعها 2000م) ، ثم صحار وهضاب صخرية في الوسط (90% من المساحة العامة)، أكبرها صحراء النفوذ في الشمال والربع الخالي في الجنوب. أما في الشرق، وعلى طول ساحل الخليج العربي، فتمتد سهول ساحلية واسعة (الاحساء والجافورة). في تشرين الثاني1986 تم تدشين الجسر الذي يربط المملكة العربية السعودية بالبحرين.المناخ : قاري، شتاء بارد وصيف شديد الجفاف ( 48 درجة مئوية في الرياض ورطوبة نسبية لا تتعدى 9% في تموز).الزراعة : تطورت الزراعة بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة، وهي ذات طبيعة مزدوجة. هناك من جهة ، البدو أصحاب الانتاجية والرأسمالية الضئيلة جدا، ومن جهة أخرى الانشاءات والتجهيزات الحديثة التي استلزمت استثمارات طائلة. تستعمل الزراعة 95% من المياه المستهلكة في البلاد.واهم الانتاج الزراعي : حبوب 4،75 مليون طن، ( أهمها القمح: 4 ملايين طن، يصدّر قسم كبير منها الى دول العالم ويعطى قسم الى الدول العربية)، بلح 548،000 طن، بندورة 390،000 طن، بطيخ 461،000 طن، شمام 320،000 طن، عنب 100،000 طن، بصل، بطاطا، شعير، حمضيات، تين، وذرة بيضاء, بزر سمسم. ماشية: أبقار 216،000 رأس، جمال 419،000 رأس، أغنام 8،1 مليون رأس، معز 3،4 مليون رأس. صيد الاسماك 50،000 طن (لؤلؤ).الثروة المنجمية : تقوم ثروة البلاد على الغاز الطبيعي والنفط. أهم مواردها : إنتاج بترول 424،7 مليون طن، إحتياط 35،6 مليار طن، إنتاج غاز طبيعي 35،9 مليار متر مكعب، احتياط 5250 مليار متر مكعب.الصناعة: ترتبط الصناعة في المملكة العربية السعودية بالنفط والغاز الطبيعي: تكرير وبترو كيمياء. وأهم المنتوجات الصناعية: الاسمنت القطران، قضبان الفولاذ، الاثيلين، العلف، جليكول الاثيلين، الايتانول الصناعي، ديكلورور الاثيلين، الستيارين، الصودا الكاوية، الازوت, حمض السيتريك، الاوكسجين، الميلامين، وهناك ايضا تحلية مياه البحر وصناعة المواد الغذائية. يتناول نزع الملح من مياه البحر حوالي 100 مليون متر مربع من الماء في السنة. وليست هذه الكمية بشيء يذكر أمام ال 9500 مليون متر مكعب التي تؤمنها سنويا المياه الجوفية والتي تستهلكها الزراعة. وفي موازاة ذلك تشهد اليوم المملكة نموا كبيرا في مجال الصناعات الزراعية- الغذائية وصناعة المواد الاستهلاكية التي تقوم على رؤوس الاموال الخاصة.المرتبة في العالم : الاول في انتاج البترول واحتياطه، الخامس في احتياط الغاز الطبيعي، العاشر في انتاج الغاز الطبيعي، اخيرا، يؤمّ المملكة العربية السعودية سنويا، الوف من الحجاج لاداء فريضة الحج في مكة المكرمة والمدينة المنورة مما حمل الدولة على تأمين المسكن والمأكل والطبابة، بما يكفي لاستيعاب هذا العدد الضخم.
من أقوال ملوك اللمملكة العربية السعودية:
الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود
· جـاء الإسلام فنقلنا من الضعة و المهانة إلى أعلى الدرجات فكنـا أمنع الناس جانبا ، و كنا القادة ، و كنا الهداة الداعين إلى الله .
· إن اجتماع كلمة المسلمين و توحيد صفوفهم ، ولم شعثهم هو أعظم ما يجب على كل مسلم أن يعمل لتحقيقه ، و إنني أدعو المسلمين جميعا .. أن يجمعوا على الحق صفوفهم و أن يوحدوا كلمتهم و أن يكونوا كالبنيان المرصوص
الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود:
· يجب على المسلمين عامة و على العرب بصفة خاصة أن يتصلوا ببعضهم ، و أن يتفاهموا و أن يعتصموا بحبل الله.
· معاذ الله أن يعترض الإسلام سبيل التقدم فهو دين التطور و دين العزة و دين الكرامة ، و لنغتنم الحج فرصة لبحث سبيل النهوض بالمسلمين .
الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود:
· لأن المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف فإننا نحرص على بناء قاعدة اقتصادية قوية أساسها و قاعدتها الإنسان السعودي الذي نبني فيه القدرة على تحديات التعامل مع منجزات العصر ، تلك القدرة التي أصبحت في مستوى رفيع من الأداء .
· إن المملكة العربية السعودية لفخورة جدا أن تضع كل إمكاناتها ، و تجند كل طاقاتها من أجل خدمـة حجاج بيت الله الحـرام ، الذين يحلون في بلادهـم و بين أشقائهـم و إخوانهم .
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود:
· المملكة العربية السعودية هي واحدة من دول أمة الإسلام هي منهم و لهم ، نشأت أساسا لحمل لواء الدعوة إلى الله ، ثم شرفها الله بخدمة بيته و حرم نبيه فزاد بذلك حجم مسئوليتها ، و تميزت سياستها وتزايدت واجباتها ، و هي إذ تنفذ تلك الواجبات على الصعيد الدولي تتمثل ما أمر الله به .
· نحن لا ندعى التفوق و لكنني أؤكد أن هذا البلد يعتمد بعد الله على عقيدته الإسلاميـة و من اعتمد على عقيدته الإسلامية الصحيحة لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يكون نصيبه كبيرا جدا من الرقى و الاندفاع لما فيه خير مواطنيه في جميع المجالات .
· من رأى ما نحن فيه الآن من نهضة علمية و عمرانية و صحية ، و ما كنا عليه في السابق عندما كانت بلادنا بلدا صحراويا لا يصدق بأنه خلال هذا الزمن القياسي قامت هذه النهضة المجيدة ، كل ذلك بفضل الله علينا ثم بفضل تمسكنا بكتابه المجيد و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم .
سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظة الله
نســـــبهعبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعه بن مانع بن ربيعه المريدي وينتهي نسبهم إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعهنشــــأتهولد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في مدينة الرياض سنة (1343هـ) الموافق(1924م)، بالإضافة إلى كونه سليل أسرة عربية أصيلة، كان لها في شبة الجزيرة العربية، ولا يزال، مكانتها المؤثّرة في التّاريخ ممّا أهّلها لأن يكون لها دورها الفعّال، والمؤثّر على الساحة العربية، والإسلاميّة، والعالميّة، إذ عاش في كنف والده مؤسّس الدّولة السعوديّة الثّالثة الملك عبدالعزيز آل سعود، في عصر يفرض كلّ ما فيه على الإنسان الصبر، والاحتمال. ونتيجةً لذلك، كان للانضباط الدينيّ، والنفسيّ، والأخلاقيّ دوره في تكوين شخصيتة؛ حضوراً، وتأثيراً، وتفاعلاً. وقد كوّن في مجموعه رؤيته الثاقبة التي تفرض قناعاتها بالمنطق والعقل؛ سلوكاً وتعاملاً، قولاً وفعلاً وما زالت تشكّل ملامحه الشخصيّة إلى اليوم. فعَلِق في ذهنه، أحداث تلك المرحلة التاريخيّة الهامّة في تاريخ الجزيرة العربيّة لقد أثّرت شخصيّة الملك عبدالعزيز، رحمه الله، في فكر الملك عبدالله، وفي ثقافته؛ فقد كان؛ أي الملك عبد العزيز، عدوّ التزمّت، ليس مُشتطّا في معتقداته السياسية، ولا في أفكاره الدينيّة، إذ لو لم يؤمن بالعلم وبالعلماء، ويفتح لهم قلبه وحدود بلاده، في ذلك اليوم، الذي خالفه فيه من خالفه، لما رأى العالم هذه البلاد بما فيه من تطوّر، فلولا بصيرة الملك عبدالعزيز لبقي كلّ شئ ميّتا في جوف الأرض، لكنّه هزم كلّ المعارضين، مثلما هزم الجهل، وسوء الظنّ، وعقم الفهم؛باستقباله كل من وفد من أوروبّا، آتيا وهو يحمل علوم العصر، ومستحدثاته لقد عاصر التطوّرات السياسيّة، وأدرك ما خلّفته من متغيّرات فكريّة في عقل الإنسان العربيّ، وما أوجدته من تقسيمات جغرافيّة للوطن العربي والإسلامي، فبقيت تلك الدروس في عالقة ذاكرته في الذهن، وهي ما يراها اليوم إحساسا بالواجب لفهم الأحداث، ومحاورتها من أجل رأب الصدعذريـــة الملك عبداللهمتعب الأول بن عبدالله ،خالد بن عبدالله ، متعب الثاني بن عبدالله ، عبدالعزيز بن عبدالله ،مشعل بن عبدالله ،فيصل بن عبدالله ، تركي بن عبدالله ،سعود بن عبدالله ،منصور بن عبدالله ،محمد بن عبدالله ،ماجد بن عبدالله ،مشهور بن عبدالله ،سعد بن عبدالله ،بدر بن عبدالله ،سلطان بن عبدالله ،بندر بن عبدالله ،فهده بنت عبدالله ،نوف بنت عبدالله ،علياء بنت عبدالله ،عادلة بنت عبد الله ،صيته بنت عبد الله ،سارة بنت عبد الله ،عبير بنت عبد الله ،نايفة بنت عبد الله ،سحر بنت عبد الله ،مها بنت عبد الله ، هلا بنت عبد الله ،جواهر بنت عبد الله ، ريما بنت عبد الله ،هيفاء بنت عبد الله ، عريب بنت عبد الله ، الهنوف بنت عبد الله ، مضاوي بنت عبد الله ، بسمة بنت عبد الله ،سحاب بنت عبد اللهصفــــاتهورث الملك عبدالله عن والده الصفات الرائعة في القيادة، والحكمة، والتبصّر، وعايشه من صغره إلى يومه هذا. ولذلك، فهو إنسان متحرّر من الجمود، ومن العصبيّة، وفيا كلّ الوفاء للصّداقات والعلاقات؛ فلم يُعرَف عنه، في حياته كلّها، أنّه غدر صديقاً، أو نقض عهداً، فهو رجل وعيٍ سياسيٍّ، والتزام خلقيّ. يؤمن بالحوار، بل يسعى إليه، ويجاهد من أجله، يؤمن كلّ الإيمان بأنّه لن يتحقّق السلام على الأرض، إلا حين تتجاوز به مفاهيمه كلّ حدود الزمان والمكان الناس عنده في الحق، سواسية؛ فلا يناصر باطلاً، ولا يتعصّب لقوميّته. من فضائله، أنّه حسّاس جدّاً أمام دموع الضّعيف والمظلوم، مناصر للعدالة، شفوق رحيم بكلّ البائسين، تعقد أمّته آمالها عليه بناء على ما تعتقد أنّها تفهمه منه، ومن سلوكه، ويقينها بالتزامه بنظافة هذا السّلوك يميل الملك عبدالله طبعاً، لا تطبّعا، إلى البساطة في العيش؛ فهو يرى نفسه دائماً بين البسطاء من الناس، لا يعرف الكبر، أو التعالي إلى قلبه طريقاً، طاهر النفس، متسام مع مكارم الأخلاق، يتعامل مع الآخرين بكل رحابة صدر؛ فينصت لمحدثّه بكل هدوء، فيوحي له بالاطمئنان. إن تحدّث أوجز، وإن قال فعل. سلوكه إحقاق الحق، ومناجزة الباطل. وهذه الخصائص الذاتيّة هي الّتي أهّلته لأن يتحمّل الدور الكبير الذي يقوم به الآن . تعليمه وثقـــافتهكان الملك عبدالعزيز هو معلّمه الأوّل، فهوالذي أثّر فيه تأثيراً واضحاً جليّاً، وذلك عندما أفاد الملك عبدالله من مدرسة والده، ومن تجاربه في مجالات الحكم، والسّياسة، والإدارة، والقيادة. كما لازم كبار العلماء والمفكّرين الذين عملوا على تنمية قدراته منذ صِغره؛ لذلك فهو حريص دائماً على لقائهم، بالإضافة إلى لقاءاته مع أهل الحلّ والعقد، سواء من داخل المملكة، أومن خارجها أمّا الرافد الثّالث لثقافته فهو ما استمدّه من قراءاته المختلفة في كلّ المجالات؛ فهو لا يستوحش الكتاب، حتّى وإن كان على خلاف معه. يقرؤه إمّا ليعي خطأه، أو ليدرك صوابه. وهو يرى في القراءة، وحسن اختيار الكتاب طريقاً إلى فهم ثقافة العصر، ومعرفة نظريّاته، وإدراك أفكاره، ومعايشة علومه التي لا تنتهي. إنه يتعامل معها، أي القراءة، بوصفها رياضة روحيّة عقليّة؛ لذلك فقد أعطاها من وقته الكثير، كما أولى المثقّف والكاتب اهتمامه البالغ، فكان من نتائج ذلك أن أسّس مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض، كما أسّس شقيقتها الأخرى في الدار البيضاء في دولة المغرب الشقيق ويعدّ توجيهه بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من إسهاماتة الثقافيّة الكبرى؛ ليكون ملتقىً للحوار يسهم في تقديم الرؤى، وبلورة الأفكار النيّرة كما أنّ رعاية المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينظّمه الحرس الوطني من أبرز اهتماماته الثقافية، الذي بدأ عام (1405هـ) ويقام سنوياً في الجنادريّة، ويستقطب العلماء، والأدباء، والشعراء، والمفكّرين من العالم أجمع، الأمر الذي قدّم لأرباب العلم والثّقافة في المملكة العربيّة السعوديّة، أو خارجها فرص التّعارف، والّلقاء وفق حوار فكريّ في كلّ العلوم والثقافات وآدابها .هوايـــاتهالقراءة، وحبّ الاطلاع أُولى هوايات الملك عبدالله، ولعلّ خير معبّر عن ذلك قوله: "لا يغنيك كتاب قرأته في المساء عن كتاب تقرأه الصباح، فالثقافة المعاصر مسرعة إلى الإنسان بكل ما عندها، وهو شئ يتجدد ولا ينفذ، فمن لا يقرأ العلم المعاصر ويصغي إليه سيجد نفسه معزولاً في عالم مهمل" هوايته الثانية مصدرها حبه للصحراء التي يخرج إليها كلما وجد هناك متسعاً من الوقتأمّا هوايته الثالثة فهي الفروسية من خلال ما تحققه من إحياء للتراث العربي الأصيل، لذلك فأكثر الخيل أصالة في أعراقها جمعها ولا زال يجمعها ويحتفظ بها. وحين خشي أن تندثر هذه الرياضة، وتفقد الخيل أصالتها وخصائصها العربية أسس نادي الفروسية في مدينة الرياض، وشجع الآخرين على المحافظة على هذه الرياضة الأصيلة التي لا زمت الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربهاأهم أعمـــاله ومســـؤولياتهفي سنة (1382هـ) الموافق (1963م) تسلّم رئاسة الحرس الوطني، إذ كان هذا الحدث نقلة نوعيّة للحرس الوطنيّ، بتحويله من قوّات شبه عسكريّة إلى قوّات حديثة، في تجهيزها، وتدريبها. في سنة (1395هـ) الموافق (1975م) أصبح نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني وفي يوم الأحد 21 شعبان 1402 ( 13 يونيو 1982م ) بايع الشعب الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – ملكاً للملكة العربية السعودية , والأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد .وفي اليوم نفسه أصدر أمر تعيين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني بالإضافة الى ولاية العهد وقد تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عدداً من المناصب , ومن ذلك - رئيس مجلس العائلة .- رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى .- نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن .- رئيس مؤسسة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للاسكان التنموي . - رئيس نادي الفروسية .وإلى جانب هذه المناصب والمسؤوليات , ظل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يؤدي أدواراً عظيمة على المستويين العربي والاسلامي , داعياً إلى وحدة الصف , والالتقاء حول مبدأ وحدة الهدف والمصير , بوصف الاسلام رابطاً قوياُ يذيب مابين الأمة العربية والاسلامية من فوارق , كما ظل داعية للسلام الدولي , من منطلق إنسانية رسالة الاسلام الذي غايته إسعاد البشرية متجاوزاً مابين الأمم والشعوب من اختلاف إسهاماته على المستوى العربيّ والإسلاميّ والعالميّ عُرِف الملك عبدالله بن عبدالعزيز باهتمامه البالغ بشؤون العرب والمسلمين، تجسّد ذلك في حرصه الشديد على جمع كلمتهم على الحق، ووحدة الهدف والمصير؛ فهو رجل يؤمن بـأنّ الإسـلام هو الرابط القويّ، والدّعامة الصّلبة لوحدة الأمّة العربيّة والإسلاميّة. ولأجل تحقيق ذلك الهـدف قـام سموه بكثير من المحاولات لاحتواء الخلافات، وتقريب وجهـات النظر، فلم يترك دولة عربية إلا زارها ، وما فتئ يقدّم كلّ المساعدات المختلفة إلى بعض الدول الإسلامية كما قام بالعديد من الزّيارات لكثير من الدّول الصّديقة في العالم لتوطيد و دعم علاقة المملكة العربيّة السعوديّة مع جميع الدّول الصّديقة، كما رأس وفد المملكة في العديد من المؤتمرات الخليجيّة والعربيّة، وفي العديد من المؤتمرات الدوليّة والإقليمية .في يوم الاثنين 26/6/1426 تمّت مبايعتة ملكاً للملكة العربية السعودية خلفاً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمة الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق