السبت، 18 أبريل 2009

المرأة في سوق النخاسة العالمي

المرأة فى سوق النخاسة العالمى
المقدمة
( أما والله اني لأرى العالم قد حفر فبراً للمرأه ثم وأدها فبه ، ثم رفع قبعته محييا لها ) (
[1]) .
في جنات سوق النخاسه العالمي للمرأه تجد السماسرة ممن يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته .
يقتلون المرأة باسم الحرية .
يتسوقون في سوق الجنس تحت قانون اسموه (قانون البقاء ) تكونين – حسب رأيهم – بغياً وهم شرفاء .
يكسبون المال بفتاة الغلاف .
يروجون مصنوعاتهم بصورة عارية لامرأة .
لهم أن يغازلوا ما شاءوا أما أنت فواحداً منهم يكفيك .
يأسرون جمالك باسم المساواة .
وأنت للمدافعين عنك تشتمين ، ولجلاديك تمجدين .
تطربين لكلمة الحرية وفيها قيدك الشديد .
وتضجرين ممن يقول أختاه أيتها الأمل أفيقي .
و اني لقائل : (أفيقي وانظري الجلاد) .
فتاة الغلاف
يتسابق بعض الرجال شيباً وشباناً إلى شراء أي مجلة تربعت على غلافها فتاة حسناء وبضعة أسطر داخل المجلة عنها ، لا حباً في المجلة أو مواضيعها وإنما للتمتع بهذا الجمال الذي
سرقه أصحاب هذه المجلة أو تلك .
أيتها الفتاة لو كنت سوداء اللون أو قبيحة الوجه أو كبيرة في السن هل يقبلون نشر صورتك ؟ على غلاف مجلتهم .
يقولون هوايتك الطب أو الصيدلة أو التدريس فجربي بعد ما تمر السنين وتصبحين طبيبة أو معلمة وقد تغضن وجهك الجميل ، وذهب رونقه وسحره ، أقول جربي أن تبعثي لهم صورتك على أنك الفتاة التي كانت هوايتها كذا وكذا وقد تحققت هذه الهواية وأصبحت في المركز الذي كنت تطلبين فهل ينشرون صورتك ؟
أقول جربي لترين ما يفعلون في المكتبات سرعان ما تنفد بينما عشر نسخ من مجلة أخرى لا تحمل صورتك تبقى وقتاً طويلاً ويعود الفائض إلى إدارة المجلة ، فائض عشر نسخ فقط .
لو فكرت قليلاً في المبالغ التي يربحونها من ( فتاة الغلاف ) لعرفت أن لك حقاً من تقاضي مبلغاً كبيراً من قيمة بيعها لأنك ( كفتاة غلاف ) كنت الوسيلة الإعلامية المباشرة لهذا الكسب .
دعيهم يتوقفون ولو لعدد واحد – عن نشر صورتك الجميلة ، فماذا ستكون النتيجة ؟ سينخفض توزيع المجلة إلى حد تعلمين معه أنك سلعة لها ثقلها المادي على ترويج هذه المجلة .
ان لك حقوقاً مالية كبيرة وكثيرة في عائد هذه المجلات .
ماذا تكسبين من وراء ذلك هل تعتبرين الشهرة كسباً ، ا ن هذا العدد من تلك المجلة يكون مصيره سلة مهملات يبحث القراء عن عدد جديد ووجه ( فتاة غلاف ) جديد وهكذا سلعة رخيصة عند البائع والمشتري .
مضيفات الطيران
تتنافس شركات الطيران العالمية في الحصول على أجمل المضيفات ليعلمن على متن طائراتها لتصبح المضيفة نهباً لعيون ركاب كل رحلة وكأنها لوحة في معرض للفن التشكيلي .
لماذا ترضين بهذا ؟ اليس هناك من الرجال ما يكفي ، نسمع ببطالة الرجال في كل مكان ، يتسكعون في الشوارع ولا يجدون عملاً . لو عمل هؤلاء الرجال وكنت زوجة أحدهم يرعاك وتخلفون من الأولاد من يقوم برعايتك عندما تكبرين في السن ولا تقدرين على العمل .
إنها سنة الحياة أن يخدم الصغير من هو أكبر منه سناً وهكذا .
اما أن تعلمين مضيفة حتى يذهب الجمال وتذهب القوة ثم يعطونك الاشارة الخضراء لمغادرة ابواب الطائرة والشركة ، وفتاة أخرى جميلة تعمل مكانك وتبقين عانساً يهرب الرجال منك .
دعي الرجال يعملون ليخدمونك بدلاً من جحوظ أعينهم في مفاتن جسمك بدون مقابل لأنهم سيركبون طائرة أخرى ويفتتنون بمضيفة أخرى مجاناً . . .
كما أن بقائك مرهون بحسنك وعنفوان شبابك فما إن يبلي الشباب ويغيض الجمال حتى تعمد شركات الطيران إلى تغييرك مع الأثاث الجديد .
الإعلانات التجارية
تقوم شركة من الشركات بنشر إعلان عن مصنوعاتها في إحدى المجلات ، ومن بديهيات الإعلان أن تكون هناك فتاة جميلة ليس عليها ما يستر عورتها آلا غطاء شفاف مزوق ويدفعون لصاحب المجلة أو الصحيفة مبالغ ضخمة ليتم الإعلان .
وأسألك سؤلاً : كم المبلغ لذي دفعوه لك ؟ وما هو سبب إنتشار الإعلان ؟ ولماذا يقبل الشباب على شراء المجلة أو الصحيفة التي تحمل صورتك ؟ وأجيب بالنيابة عنك فأقول :
قد يعطونك مبلغاً زهيداً لتكوني ضمن هذا الإعلان . أما سبب إنتشار هذا الإعلان فإنه صورتك الجميلة . أقول هذا لأنني شاب أعرف ميول الشباب وغرائزهم تجاه الجميلات .
لماذا تصبحين سلعة غالية في ريعان شبابك ونضارة وجهك ، هل يقبلون - عندما تصبحين عجوزاً – أن ينشروا صورتك في إعلاناتهم ولو كنت دميمة المنظر هل يرغبونك ؟
لا ثم لا وسيضعفونك بأحذيتهم أيتها العجوز التي تسابقوا عليها في صباها .
فكري ثم فكري وطالبي بأضخم المبالغ حتى ترين مدى تجاوبهم معك ومع غيرك من بنات جنسك .
إنكن من أغلى المواد الخام للإعلانات التجارية ولكنكن من أرخصها أيضاً .
سوق الجنس
( لو كنت رجلاً ما عجزت أبداً على إمرأة ، لأنها سلعة معروضة ، أفتش في سوقها عما يرضيني ، أما الجل فما كان سلعة قط ) (
[2]).
أيتها المرأة في سوق الجنس أو السلعة المعروضة التي يرتادها أصناف الرجال في السر والعلانية وكلاً منهم يمضي في طريقه في الحياة ، يسمون أنفسهم (شرفاء ) يصعدون في سلم المجد والثروة والجاه . وأنتي تسقطين في أسفل طبقات المجتمع ، يأتيك ( فلان من الناس ) صاحب نفوز وسلطان وحصانة وشرف – في الظاهر – ويقضي حاجته ويتركك لرجل آخر يعبثون بك ويتمتعون بأنوثتك التي كان من الواجب أن تكون لزوج تخلصين في عشرته ويخلص لك .
في عنفوان شبابك وأنوثتك تفتح لك الأبواب والجيوب ، وبعدما تمضي بك الأيام وتفقدين جمالك لا تجدين المأوى بل الكلاب أفضل منك ، والمجرمون يلقون في السجون طعاماً ومكاناً للنوم .
فكري أيتها السلعة الرخيصة لتكوني إمرأة ذات بيت وأولاد وأحفاد يسهرون على راحتك ورعايتك .
الجاسوسة الحسناء
ما أكثر قصص الجاسوسية التي كان للمرأة دور فيها من حيث تراميها في أحضان رجالها .
وليت لها من المكانة عند من تعمل لهم ما يساعدها في حياتها المقبلة بل يتمتعون بجمالها وأنوثتها حتى إذا نالوا منها ما يشتهون من معلومات ومتعة كانت كالخرقة البالية يرمون بها .
وأكتفي هنا بذكر قصة لإحدى الحسناوات في كتاب ( الحرب الخفية ، فلسفة الجاسوسية ومقاومتها ) :
( إستغل رجال وزارة الأمن في موسكو فتاة حسناء إسمها (تانيا أفسيفتش ) لا يتجاوز عمرها العشرين عاماً وهددت بأن والديها سيعدمان لإتهامهما بعدائهما للدولة ، ما لم تنفذ ما يطلب منها .
وتحت ضغط التهديد قبلت تانيا ، وأرسلت إلى مدرسة الحسناوات التابعة لشرطة أمن الدولة في فيلا صغيرة مريحة في جزء منعزل في حديقة إ سمها " بلوتو" حيث دربت على إ ستخدام جسمها الجميل كسلاح للحصول على أية معلومات سياسيية أو عسكرية أو تجارية يمكن أن تعاون قضية السوفيت .
ودربت على كيفية السلوك مع أكثر الرجال تزمتاً وصمتاً ، وكيف تتصيد هؤلاء الرجال من منتديات الليل الخاصة بالأجانب . . . وكيف تنتقل من مأدبة العشاء إلى الفراش .
ومع أن تانيا كانت بريئة النفس نقية عني أبواها بتربيتها ، فقد دربت على الحيل التي يمكن إقتناص الرجال وفتح الشفاه المغلقة ، ودربت على فنون الحب المحرمة ، وبعد ثلاثة شهور كانت معدة للقيام بأول مهمة لها .
كان الرجل الذي وجهت لإصطياده شاباً صغير السن جميل الوجه يعمل ملحقاً عسكرياً في إحدى سفارات الغرب وكان قد عمل قائداً لسرية دبابات في الحرب الكورية، وكان من المتواتر أن هذه السرية مزودة بأحدث أنواع الدبابات التي صنعتها بلاد العالم الحر ، كما أنه كان من الشائع أن الأجهزة التي كانت في مدافع هذه الدبابات كانت من نوع يفوق ما لدى الجيش الأحمر ، وكانت هذه الأجهزة هي التي وجهت تانيا للحصول على معلومات عنها .
كان الإتصال بالشاب اليافع أيسر مما توقعت ، فقد تصادف أن إصطدمت به في بهو الفندق الذي يقيم فيه ، وكانت هذه الفرصة التي مهدت له دعوتها للعشاء ثم التوجه إلى المكان الذي يقيم فيه بالفندق .
كان كل ما يعني الشاب أن يحتويها بين ذراعيه وشعرت وهي بين أحضانه بقلق عصبي بتفكيرها في الوسيلة التي تسأله بها عن مدافع الدبابات في سريته .
وكنها لم تكن في حاجة هذا ، فبعد أن قضى في الفراش ، راح يتحدث عن نفسه . . . عن الحرب . . . عن الدبابات التي كان يتولى قيادتها .
وجاءت المعلومات التي تطلبها وحدها ، وحينما قصة على الكولونيل من جميع النقاط من هنا وهناك ليحصل على كل ما يريد معرفته .
وعلى أن "تانا " كانت قد حصلت بدورها على كل ما يذهب الشكوك عمن تعمل على تصديهم . . ذلك لأنها كانت عذراء حتى ليلتها الأولى هذه .
وأخذت "تانيا " تنفذ أوامر جهاز أمن الدولة ، ولكنها عرفت أن أبويها قد قتلهما الكولونيل تولجبين ، الرجل الذي يتولى رئاسة القسم الذي تعمل فيه هي وعشرات النساء غيرها .
وقررت الانتقام منه ، ففي إحدى الليالي دعاها تولجبين ليقضي معها سهرة حمراء ، واستخدمت أنوثتها في التغرير به ومساعدتها للفرار من الستار الحديدي ، وبعد أن نفذ لها الإجراءات قتلته وهو مخمور ، وهربت إلى المانبا الغربية حيث طلبت اللجوء إلى الولايات المتحدة )(
[3]).
هل وفي الكولونيل تولجبين لتانيا بما سبق وأن وعدها به من عدم قتل والديها .
يكفي أنه أخذ المعلومات التي يريدها أما أنت أيتها المرأة فإلى الجحيم .
مغازلة الذئاب
أيتها المرأة :
لو كنت زوجة فهل ترضين لزوجك أن يتغزل بأخريات غيرك ، ولو كنت غير متزوجة فهل تصدقين أحداً من الشبان يدعى أنك محبوبته الوحيدة . . .
تزخر مفكرة شاب ما بعشرات الأرقام الهاتفية للحسناوات فيقال له ذكياً ورجلاً ، أما أنت فلك بأن تحبين واحد فقط . أنا لا أدعو إلى التغزل أو المعاكسة ولكنني أقول لكن أيتهن الحسناوات أن تفكرن قبل الوقوع في مهاوي الردى . . .
إذا كنت لا ترغبين في أن ينصل زوجك بإخرى فاعلمي أن الأخريات لا يرضين بذلك ، وإذا كنت تسعين إلى بناء بيت زوجية سعيدة فغيرك يرغب في ذلك .
للشاب في ( العرف المنحط ) أن يحب عشرات الفتيات أما أنت فلك واحداً والا وصمك بأنك ( عاهرة ) .
يقولون بالمساواة ليسرقوا جمالك وعفتك .
يقولون بالحرية ليأسروا كرامتك .
يقولون بأنك قادرة على مقارعة الخطوب ويمجدونك حتى إذا تمكنوا منك قتلوك.
يعزفون مقطوعة الحب فإذا برزت كانوا ذئاباً ضارية .
يمتدحون جمالك حتى إذا نالوه قالوا : ( عاهرة ) .
يقولون ( ملكة جمال العالم ) فإذا حال الحول قالوا : (قبيحة ) .
أيتها المرأة . . . .
ماذا ترجين منهم . . .
إنك في بيت زوجك ملكة غير متوجة . .
وبين أولادك مربية ومضيفة لأجيال الغد المشرق .
وفي أحضان زوجك تلقين الملذات التي قد تؤدينها لرجل يهجرك عند إنبلاج الصبح .
لو أوصدت بابك أمام ( الذئاب الذين يمرغون كرامتك لحفظت نفسك وربيت بناتك على الطهر والعفاف .
( إنك في بيت زوجك ملكة بغير تاج فهل تفهمين ) .
ملكات الجمال
كقطعة من قماش يقيسون أطرافك وجسمك ثمتكون صورة تنشرها المجلات ويربحون من ورائها دخلاً قد لا يتخيله عقلك المبهور بالشهرة والصورة المنشورة .
أنت أيتها المرأة دائماً تكونين سلعة مربحة للآخرين مخسرة لنفسها .
الشهرة ثمنها أغلى من كنوز الأرض إنه (سقوطك ) من المجتمع الذي صفق لك . إنهم حفنة الرجال الذين يقيسون أطرافك .
تقول ( مارلين مونرو ) أشهر ممثلة إغراء في رسالتها التي أودعتها صندوق الأمانات في أحد بنوك نيويورك ، قبل إنتحارها : ( إحذري المجد . إحذري ما يخدعك بالأضواء . إني أتعس إ مرأة على هذه الأرض .
لم أستطع أن أكون أماً إني امرأة أفضل البيت ، الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة الإنسانية . لقد ظلمني الناس . وإن العمل في السينما يجعل المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة )(
[4]) .
فهل تكفي هذه النصيحة من بنات جنسك وقد نالت من الشهرة والمجد ما تطلبين فكان الحل عندها هو " الانتحار " .
ماذا يعني أن تكونين زوجة ؟
سؤال جوابه بضعة أسطر لا غير :
أولاً : يأتي الرجل يخطب ودك من ولى أمرك ، فيستشيرك هذا الولي فإذا وافقت كان هناك حفلاً بهذا القران السعيد تتلقين التهاني من الأقارب والأصدقاء ويكون لك بيتاً تعيشين فيه كأميرة تأمرين وتنهين وتربين أولادك فيه .
ثانياً : تجدين الزوج الذي يعمل لأجلك أنت وأولادك قلا تتسكعين بين المكاتب تطلبين العمل أو تعيشين سلعة في (مواخير البغاء ) حتى يذهب الجمال ويذهبون بك إلى (سلة المهملات ) .
ثالثاً : بعدما يتقدم بك السن أنت وزوجك أو يموت تجدين أولادك يطلبون رضاك ويسهرون في خدمتك ، ويحف بك أحفادهم يأنسون بك معهم ويفرحون عندما تقبلين عليهم .
رابعاً : لو قدر ومات زوجك وأنت شابة فستجدين زوجاً آخر لأن حياتك شريفة ، فلو كنت بغياً أو راقصة تبيع نفسها بحفنة من المال لرفضك الرجال مهما يكن جمالك لأنهم سيقولون إنك داعرة وهم الذين أوقعوا بك في هذا العمل .
خامساً : بعد وفاتك سيبقى لك الذكر الحسن بين الأقارب والأصدقاء وسيبقى اسمك شريفاً لا تلوكه الألسنة ألسنة الرجال والنساء .
سادساً : ستكونين زوجة وأماً وجدة حتى تموتين .
المرأة في الإسلام
أذكر تحت هذا العنوان كلمة قالها جوستاف لوبون عن تأثير الإسلام في أوضاع المرأة :
(إن الإسلام قد أثر تأثيراً حسناً في رفع مقام المرأة أكثر من كثير من قوانيننا الأوربية ، وخير طريقة لنقدر التأثير الذي أحدثه الإسلام في تحسين حال المرأة في الشرق ، أن نبحث عما كان عليه حالها قبل القرآن )(
[5]).
تحليل بسيط وتكون المقارنة السليمة العادلة ، أ نظروا حال المرأة قبل الإسلام وحالها بعد الإسلام وقضية ميراث المرأة .
حالة المرأة قبل الإسلام :
لم تكن المرأة قبل الإسلام تحضى ولو بقليل من الإعتراف بما لها من دور بناء في أي مجتمع كان ، فليست في نظرهم سوى سلعة تباع وتشترى إذا خرجت من بيت أبيها فقدت كل شئ من حريتها فليس لها الحق حتى ولو في إبداء رأي أو الموافقة عليه ، حتى أن بعض الشعوب تفرض عليها أن تقترن بأحد أقرباء زوجها في حالة وفاته وليس لها الحق أن تعود إلى بيت أهلها لأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من بيت أهل زوجها ، وليت لها على هذه الحالة شئ من الإحترام والتقدير .
يقول عمر كحاله : "فإن النساء كن في بلاد فارس تحت سلطة الرجل المطلقة الذي كان يحق له أن يحكم عليها بالموت أو ينعم عليها بالحياة طبقاً لما يراه وتطيب له نفسه . . . "(
[6]) . فنجدها عبارة عن سلعة لا حق لها ولا رأى .
ونرى مكانة المرأة عند اليونان رغم أنهم كانوا من أرقى الأمم حضارة، تشهد على ذلك آثارهم، يقول الداعية الإسلامي أبو الأعلى المودودي عن حالة المرأة اليونانية: (فلم تكن لها في مجتمعهم منزلة أو مقام كريم. وكانت الأساطير اليونانية قد اختذت امرأة خيالية تسمى "باندورا" ينبوع جميع آلام الإنسان ومصائبه)(
[7]).
وقد نزلت العادات الهندوسية إلى الحضيض بعادة هي أقرب إلى الحياة الوحشية في الغاب وهي إحراق الأرملة عند موت زوجها، ومن سخافاتهم أنها تصبح تحت وصاية أبنائها لا حق لها من التقدير عندهم كأم لهم يحرصون عليها ويحترمون رأيها.
وقد يقول القائل: إن الغرب قد أعطي المرأة حقها وحريتها، فيما نراه من شيوعية النساء، نقول لهم إنهم لم يسبقوا الشعوب البدائية بسبق يستحق الذكر فإن (عشائر الباكونجو لا تعرف حصانة النساء ولا يقام لها وزن، وإنما يقاس شرف المرأة وتقاس مكانتها بمبلغ الرغبة فيها، وما يعرضه الراغبون في شرائها، أو الزواج بها من ثمن)(
[8]) وفي جزيرة العرب كان العرب ينتقصون المرأة حقها فلا ترث بعد موت زوجها أو أبيها، وقد كانوا يدفنون البنات وهن أحياء مخافة العار والفقر كما يدعون وليس أدل على ذلك من قوله تعالى: ]وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيم[([9])، هذه هي المنزلة التي تحتلها المرأة، وقد تكفل الله بأخذ حسابها ممن ظلمها فقال ]وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ[([10]).
وكانت المرأة عند حيضها تخرج من البيت لتسكن داخل خيمة حتى تنتهي مدة الحيض لكونها بخسة في نظرهم.
أما في الصين (
[11]) فكانت المرأة مملوكة لأبيها وزوجها وولدها ففرض عليها قبل الزواج أن تطيع أباها وأخاها وبعد الزواج تكون الطاعة لزوجها وبعد وفاة زوجها تكون طائعة لولدها وهذا منتهى الإسفاف بحقوق المرأة وانتهاك لحريتها، وفوق ذلك أن أهل المرأة في الصين يختارون الزوج الذي يرغبونه بمساعدة سمسار، أما في اليابان فقد حكم تشريعهم الجائر أن المرأة متى عقد قرانها على زوجها تهجر بيت أهلها هجراً تاماً وتسعى إلى توثيق صلاتها بأسرة زوجها ولا يحق لها أن تعود إلى أهلها مهما كانت الظروف لأنها أصبحت ملكاً لزوجها لا يحق لها أي تصرف كبهيمة الأنعام سواء بسواء.
أما أساطير اليهود فتصف المرأة بأنها المصدر لجميع آلام الشعوب ومشاكلها فلا تحدث مشكلة ألا ويعزون السبب إلى المرأة، وهذا مما شوه صورة المرأة وجعلها الصورة الموحشة التي تسبب لمالكها كل مشكلة وقضية.
أما عذر العرب في كون المرأة لا ترث فهو كما أورد ذلك أحمد محمد جمال: (أن المرأة لا تجارب مثله في سبيل جمعه عن طريق الإغارة)(
[12]) ويفكرون بأنانية مطلقة فلو أنهم تركوها تغزو وتنهب مثلهم ثم سبيت إحداهن لركب الرجل منهم رأسه وقال إنها هي مصدر الآمي، فقد حملتني عاراً مدى الدهر، فهو لو أنصفوها وحفظوا لها قدرها لكانت تلك المخلوقة المطيعة لزوجها البارة بأهله الواصلة لأهلها، لا تلك المملوكة عند هذا الزوج الأهوج الذي لا يعتبرها إلا سلعة له الحق وكامل التصرف فيها، فهو الآمر الذي لا يرد له قول وليس لزوجته مراجعته فيما يقول ولو كان ما قاله عين الخطأ.
وعموماً فإن المرأة قبل الإسلام في حالة يرثى لها من الكبت والإضطهاد في كل الشعوب فهي مخلوقة لا حول لها ولا طول أمام هذا الرجل الأناني الذي سلب حريتها وأرهقها. واعتبرها مصدر الشقاء والآلام ومصدر العار وحرمها من أبسط وأيسر حقوقها، وجعل للابن التسلط والتحكم على أمه وأجبرها بأن تطيع هذا الابن طاعة عمياء بعد وفاة زوجها المالك الثاني بعد أبيها. فليس لها حظ من العلم أو المشاركة في إبداء رأي أو زيارة لأهلها، فلا صلة رحم كما أوصي بذلك الدين الحنيف، بل هجران للأهل مدى الحياة، وقد يكون نصيبها الحرق بالنار بعد ترملها، وهذه هي إنسانية القوانين البشرية على مر العصور، ومهما حاول البشر أن يصلحوا ويضعوا القوانين من عندهم فإنهم لا يستطيعون أن يعطوا المرأة كامل حقوقها بل يهضمونها هضماً.
وما حالة المرأة اليوم في الغرب وفي بلدان العالم الإسلامي التي تحب التقليد لكل ما يأتي من الغرب أخف من حالة المرأة قبل الإسلام، فهي وإن كان يزعم الزاعمون أنها تحررت من القيود قد وقعت في القيد المكين الأشد من سابقه، فقد عادت لتصبح سلعة لا يقصد منها إلا إرواء الجنس فقط، فقد يقتل الوالدان أطفالهما ليستمتعا بلذة الجنس بعيداً عن مشاكل الأطفال (
[13]).
أما الإسلام فقد أنصفها وأعطاها كامل حقوقها، مالها وما عليها، وجعل لها ضوابط وحدود.
حالة المرأة بعد الإسلام:
بزغ نور الهداية يشع في ذرى مكة المكرمة لينتشر في أنحاء العالم ناشراً معه الفضيلة، داعياً إلى الخير، مرهبا من الشر، أقر الفضائل ونقض ما يخالفه من عادات جاهلية تسلب الحقوق وتهدر الكرامات.
وكان من فضائل الإسلام على المرأة أ، أعاد إليها كرامتها، وحفظ علسها ماء وجهها من أن تبذله وتستذل استذلالاً مقيتا، وجعلها محفوظة في بيت أبيها لها من الاحترام والعطف عليها والشفقة بها لكونها امرأة، ونرها مكرمة معززة في بيت زوجها تبدي رأيها ولها زيارة أهلها ومواصلة رحمها، أما عندما تصبح أما فتصبح كنفا للابن وينبوع سعادة يتدفق بأغلى عاطفة إنسانية.
(ولم يقف الإسلام في تكريمه للمرأة عند هذا الحد، فأمر غير المحارم من الرجال بغض البصر عنها تنزيها لها، وتشريفا لقدرها)(
[14]).
يقول الله عز وجل: ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ[(
[15]).
ولقد أمر الإسلام بأن تكون الأسرة مبنية على التواد والتراحم والألفة ومشاطرة الخير والشر، وأن يكون الزوجين مترابطين بهذا الولاء لقوله تعالى: ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[(
[16])، وبلغ من حرص الإسلام على المرأة، وأمره بالشفقة عليها، أن قال رسول الله e في خطبة الوداع (واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان ([17]) لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمات الله)([18]).
وفي تاريخ الإسلام أروع الأمثلة للمرأة المسلمة التي كفل الإسلام حقوقها وحفظ عليها كرامتها وجعلها معززة مكرمة، وجعل لها من التكريم والعز ما يعجز القلم عن وصفه، فقد روى أبو داود في سننه أن أم هاني بنت أبي طالب أجارت رجلا من الشركين يوم الفتح فأتت النبي e ، فذكر له ذلك، فقال: (قد أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت)(
[19]).
ولقد تكررت لفظة "المعروف" في القرآن الكريم مقترنة بالزواج وعند التسريح لأن المرأة مخلوقة تعتمد على الرجل فيجب عليه أن يعطف عليها، ويأمر بالإحسان إليهن وعدم عضلهن، ومن هذه الآيات، قوله تعالى: ]وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوف[(
[20])، ويقول: ]وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً[([21]) والآيات التي تحث على الإحسان إلى المرأة والرفق بها كثيرة، وقد حصر يحيى المعلمي لفظة "المعروف" في سورة البقرة من آية 231 إلى 236 فوجد أنها وردت إحدى عشرة مرة ([22]) وهذا يدل على حرص الإسلام على المرأة والمحافظة عليها من الإضطهاد والذي كانت تعيشه قبل الإسلام، ولقد كانت المرأة في عهد النبي e جوهرة مصونة يحرص النبي e والأصحاب رضوان الله عليهم عليها، وكان الرسول يجتمع بهن ويحثهن على فعل الخير والتواصل، وأمرهن بصلة أرحامهن والإحسان إليهن وذلك بعد أن تستأذن المرأة زوجها في الخروج، ولقد قرن الله النساء مع الرجال في هذه الآية الكريمة مرغباً لهن في الحرص على حفظ النفس والصدق والصبر والخشوع، فقال عز من قائل: ]إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[([23]).
ولقد جعل الله الزواج منتفسا شريفا يعيشه الرجل والمرأة في منتهى السعادة بعيدا عن مزالق الفجور والزنا الذي هو مصدر البلاء، وقد دفع الإسلام بهذا دابر الشهوة الجامحة بما أحله الله للعباد من الوصل الحلال، ولقد أباح الإسلام تعدد الزوجات حفظا للرجل والمرأة، ولقد شهد الأعداء بفضل تعاليم الإسلام التي تبيح تعدد الزوجات وأن هذه التعاليم قد حفظت العالم الإسلامي من وباء الزنا، تقول النشرة الإحصائية التي نشرتها هيئة الأمم المتحدة في عام 1959م (إن البلدان الإسلامية محفوظة من هذا الوباء – أي الزنا – لأنها تتبع نظام "تعدد الزوجات")(
[24]).
وأباح الإسلام التعدد بشرط العدل بينهن فقال سبحانه: ]فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً[(
[25]).
والإسلام لم يأمر المرأة على هجر أهلها كما تفعل الشعوب قديما بل أمر بصلة الأهل وعدم قطيعة الرحم، يقول الله عز وجل: ]قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[(
[26])، فنجده هنا قرن عدم بر الوالدين بالشرك بالله واعتبرهما من المحرمات وهذه صورة عظيمة لرفق الإسلام، فللمرأة الحق في زيارة أهلها وتفقد أحوالهم لما لهم عليها من فضل التربية قبل زواجها.
وأمرها بالإسلام بعدم التبذل والنزول من حصنها الحصين، فيقول عز وجل: ]فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً[(
[27]).. وتعاليم الإسلام لا نستطيع حصرها بالنسبة للحفاظ على الأسرة التي تعتبر المرأة إحدى ركائزها، بل هي الركيزة الأساسية، ولقد قال الشاعر:
الأم مدرة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراف
والمرأة سواء كانت أما أو زوجة أو أختاً أو عمة أو خالة لها مكان محترم وتقدير من نوع خاص، فإحترام الأم ينبع من توصية إسلامنا بطاعة الوالدين، وتقدير الزوجة لكونها النصف الآخر لدين الرجل وعتبة منزله، أما إذا كانت أختاً فحفاظاً عليها حتى يتيسر لها الزوج الصالح، أما العمة والخالة فصلة رحم صلتهما أمر بها الدين الحنيف وتوعد قاطع الرحم بأشد العقوبات.
يقول الأستاذ أنور الجندي: (ومن كرامة الإسلام للمرأة أن جعل الفاسق ليس كفؤا للزواج من المرأة العفيفة)(
[28]). فقد جعل هذا الإتصال شريفاً ومن طرفين متكافئين يجعل لكل منهما تقديراً واحتراماً عند الآخر ولا يكون بينهما أي فارق في الأخلاق والدين التي هي عبارة عن الأساس المتين في العلاقات الزوجية في الإسلام.
المرأة وقضية الميرات:
سبق أن ذكرنا حرمان المرأة من الميراث في العادات الجاهلية لكونها لا تقوم ببذل أي جهد فيها، وهذا حق هضمته هذه العادات وأبطلته بغير ما وجه حق في هذا الظلم على المرأة.
أما بعد الإسلام فقد أعطاها الإسلام حقها وأمر به وبين أن لها نصيب غير نصيب الرجال وأن هذا الإرث حق لها لا دخل لأحد البشر فيه حيث أن الرب جلا وعلا هو الذي فرض الفروض ووضع الفرائض للناس ولم يجعلها بيد البشر لمعرفته أنهم سوف يجرون خلف العاطفة فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء: ]لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً[(
[29]). وفي آية أخرى يفرض للزوجة فرضا بعد ميراث زوجها وهو الربع إذا لم يكن هناك ولد، وتستحق الثمن في حالة وجود الولد: ]وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ[([30]) والمرأة ترث من دية زوجها، فقد جاء في سنن أبي داود أن النبي e كتب إلى الضحاك بن سفيان يأمره أن يورث امرأة أشم الضباني من دية زوجها ([31]).
أما حينما أعطاها نصب نصيب الذكر من الميراث فقد قابله إعفاؤها من أعباء النفقة (
[32]).
والإسلام بهذه التشريعات الربانية يحفظ للمرأة عزها وكرامتها من أن تبتذلها العيون، وأت تمرغ شرفها في مهاوي الرذيلة وتلعب بها تيارات الانحراف التي يروج لها أبناء الغرب الآن، وبما أن المرأة هي عماد الأسرة فيجب عليها أن تنظر إلى تعاليم الدين الإسلامي وكيف أنصفتها وحررتها من الجور، أما ما يطفح العالم اليوم من دعاية إلى التحرر، فأقول كما قالت الكاتبة القديرة يمان السباعي: (ويل لأمة تفخر بنسائها في كليات الهندسة، ورجالها على الأزقة لا يجدون عملا، ولا يفكرون في قضية، ولا يحملون مسؤولية، ويل لأمة أهانت رجالها لتثبت ذاتية نساء ضائعات)(
[33]) هذا هو قل امرأة منصفة تدبرت كتاب الله وهدي نبيه فعرفت قدر نفسها فأنزلتها منزلتها ولم تحاول أ، تتشبث بدعاوى باطلة لا تستند إلى حقيقة بل هي كيد يكيده أعداء الإسلام للمرأة المسلمة، لتعود إلى جاهليتها التي تذل المرأة وتستعبدها.
وأردد النداء مع الأخت سهاد عبدالمجيد محمد (
[34]) لفتاة اليوم المسلمة طالبة منها أن تلزم خدر العفاف لتكون مكرمة معززة:
فعودي وألبسي ثوباً طهوراً

وشأن الدار أولى من سواها
وكوني في الحياة ملاك سلم

تبلغك السعادة منتهاها
ويكفي المرأة المسلمة عزاً أن النبي e قال: (استوصوا النساء خيراً).
والإسلام دين إصلاح للمجتمع والأسرة، وهو الحسن الحصين للمرأة والواقي لها من المصائب والفتن.


([1]) يمان السباعي، الراقصون على جراحنا ص 45 .
([2]) محمد عبدالحليم عبدالله، لقيطه، ص160 .
([3]) صلاح نصر ، الحرب الخفية ص 191 ، 192 ، 193 .
([4]) فتحي يكن، الإسلام والجنس ص71.
([5]) حسين محمد يوسف، أهداف الأسرة والتيارات المضادة ص32.
([6]) المرأة في القديم والحديث، الجزء الأول، عمر رضا كحاله، ص133.
([7]) أبو الأعلى المودودي، الحجاب، ص12.
([8]) محمد عطية خميس، المرأة والأسرة في الحضارة الغربية الحديثة، ص62.
([9]) سورة النحل: الآية 58.
([10]) سورة التكوير: من الآية 8-9.
([11]) عمر رضا كحاله، المرأة في القديم والحديث، الجزء الأول، ص149.
([12]) أحمد محمد جمال، مكانك تحمدي، ص37,
([13]) محمد عطية خميس، المرأة والأسرة في الحضارة الغربية الحديثة، ص76.
([14]) حسين محمد يوسف، أهداف الأسرة في الإسلام والتيارات المضادة، ص13.
([15]) سورة النور: الآية 30.
([16]) سورة الروم: الآية 21.
([17]) عوان: أسيرات.
([18]) السيرة النبوية لابن هشام، تعليم وضبط عبدالرؤوف سعد، ص186.
([19]) سنن أبي داود، الجزء الثالث، ص84.
([20]) سورة البقرة: آية 231.
([21]) سورة النساء: آية 19.
([22]) يحى عبدالله المعلمي، مكارم الأخلاق في القرآن الكريم، ص260.
([23]) سورة الأحزاب: آية 35.
([24]) وحيد الدين خان، الإسلام يتحدى، ص237.
([25]) سورة النساء: آية 3.
([26]) سورة الأنعام: آية 151.
([27]) سورة الأحزاب: آية 32.
([28]) أنور الجندي، المرأة المسلمة في وجه التحديات، ص28.
([29]) سورة النساء: آية 7.
([30]) سورة النساء: آية 12.
([31]) سنن أبي داود، الجزء الثالث، ص129.
([32]) أنور الجندي، مرجع سابق، ص38.
([33]) يمان السباعي، الراقصون على جراحنا، ص59.
([34]) مجلة منار الإسلام، أبو ظبي – الأمارات العربية – العدد الخاص… السنة الثامنة ص69.

أهمية التخطيط في عمل مدير المدرسة

أهمية التخطيط في عمل مدير المدرسة
مدير المدرسة قائد وربان سفينة ويضطلع بمهمات محددة لها أهداف وخطوات منسقة ، تسفر عنها إنجازات قابلة للقياس والتقويم .سلاحه العلم والمعرفة والمهارة مهماته تنبع من أسس التربية أهدافه يشتقها من الأهداف العامة للتربية ، خطواته تتسم بالتوازن وانسياب الدفق التربوي عبر قنوات العملية التعليمية .انجازاته تتصف بالبذل الذي لا ينقطع والعطاء الذي لا ينضب والسعي من اجل المحافظة على توازن العمل التربوي .ما المقصود بالتخطيط التكاملي :حينما يضع مدير المدرسة تصوراً كاملاً ذو أهداف ومرام و أنشطة محددة لإنجاز عمل ما بصورة مرضية خلال فترة زمنية محددة وفقاً للإمكانات المتوفرة لديه . فان ذلك يعد تخطيطاً . فالتخطيط التربوي مجال متجدد ومتطور وخاضع للمتغيرات والمستجدات التربوية التي تشهد كل يوم جديداً في مجال من مجالات التربية . ويتطلب هذا التغيير المتسارع والمتنامي ان يكون مدير المدرسة مواكباً لهذا التغيير ، مستوعباً للمستجدات التربوية ، كثير الاطلاع وواسع الافق . والمجالات التي يسعى مدير المدرسة للتخطيط لها كثيرة ومتشعبة اذكر بعض منها على سبيل المثال ::& التخطيط للتنظيمات الإدارية .& المعلمون & الطلاب & المناهج & الامتحانات & الأنشطة & المجتمع المحلي & المجالس المدرسية & المبنى المدرسي & العلاقات الإنسانية داخل وخارج المدرسة .
فالتخطيط هو أن يخطط مدير المدرسة لكافة المجالات مجتمعة دون أن يبرز مجالا ويهمل الأخر أو أن يركز على مجال دون غيره . وان يدرك العلاقة الحتمية بين المجالات المختلفةوتأثيرها على بعضها البعض ويوظف تلك العلاقة توظيفاً جيداً وان يراعي العناصر المتنوعة تحت كل مجال من المجالات بحيث يكون التخطيط مترابطاً ومكملاً لبعضه البعض.تعريف التخطيط المدرسي :يعتبر التخطيط المدرسي من أولى وأهم العمليات الإدارية التي يقوم بها التربوي لأن التخطيط هو التدابير المستقبلية التي تسعى الإدارة التربوية إلى تحديدها لتنفيذ الأنشطة التربوية من جهة ومواجهة ما يطرأ على النظام التربوي من مستجدات من جهة أخرى.أهمية التخطيط المدرسي :1) يُمكّن التخطيط مدير المدرسة من استغلال الوقت استغلالاً جيدا بحيث لا يكون لدى المدير أوقات فراغ خلال اليوم الدراسي. فكل عمل مخطط له مرتبطا بوقت معين للتنفيذ 2) التخطيط يجعل عمل مدير المدرسة محدد حسب الأهمية والأولوية والوقت اللازم للتنفيذ. وبذلك يعطى كل عمل ما يحتاج إليه من الوقت.3) التخطيط يُمكّن مدير المدرسة من استغلال جميع الطاقات والإمكانيات المتوفرة لديه بعد دراستها وتحديدها والتعرف عليها جيداً. 4) يتيح التخطيط للمعلمين فرصة الاشتراك الفعلي في تحديد الأهداف وذلك عندما يقوم مدير المدرسة بالتخطيط التعاوني مما يعود بالنفع الكبير على المدرسة بإذن الله تعالى.5) يُمكّن التخطيط مدير المدرسة من السير في عمله اليومي والأسبوعي والشهري والفصلي والسنوي بعون من الله بانتظام وثقة. فهو عندما يضع خطة العمل المدرسي, يضع في الحسبان كل ما يمكن أن يساعده للنجاح في عمله إلى جانب كل ما يمكن أن يعترض عمله من صعوبات ومشكلات.6) التخطيط يُمكّن مدير المدرسة من تحديد مدى نجاحه في عمله إذ أن عملية التخطيط تتضمن تحديد الأهداف, وضع الخطة, تنفيذ الخطة, متابعة الخطة, وتحديد وسائل التقويم وأساليبه. وبذلك يستطيع مدير المدرسة أن يعرف كم حقق من إنجازات في زمن معين. وكم كان هذا الإنجاز محققاً للهدف أو الأهداف المرسومة.7) برمجة العمل المدرسي وفق أسس علمية ثابتة8) مفكرة لمدير المدرسة لأعماله على مدار العام الدراسي9) إشعار العاملين بالمدرسة بدورهم القيادي في المشاركة في الإدارة10) يعتبر مؤشر لتنفيذ الأعمال المطلوبة من مدير المدرسة بشكل خاص ودور المدرسة بشكل عام11) يسهم في إعطاء تصور واضح عن قدرة مدير المدرسة ودوره القيادي.مصادر التخطيط المدرسي :1) بطاقة التقويم الذاتي لمدير المدرسة .2) الخبرة المكتسبة من خلال ممارسة الأعمال الإدارية والتعليمية.3) التعليمات الإدارية والتعاميم المنظمة للعملية التربوية والتعليمية4) مواعيد الدراسة والإجازات المحددة من اللجنة العليا لسياسة التعليم5) بعض الأبحاث والمراجع في الإدارة المدرسية والتربوية.بعض الاعتبارات عند وضع خطة مدير المدرسة:1- مرونة الخطة . 2- الاستفادة من الخطط السابقة .3- توزيع المسؤوليات على كافة منسوبي المدرسة لتسهيل إجراءات العمل وتخفيف أعباء العمل عن المدير .4- تحديد الواجبات التي يقوم بها كل شخص من العاملين في المدرسة حسب إمكانياته وقدرته ورغبته والخطوات التفصيلية لكل عمل .5- تنمية مهارة التخطيط عند مدير المدرسة وخاصة عند إحساسه بأهمية التخطيط الدقيق في العمل المدرسي بشكل عام .6-حث مدير المدرسة لمنسوبي المدرسة على التطوير والتجديد والابتكار باستمرار.شروط التخطيط الجيد :1- مشاركة جميع العاملين في المدرسة في إعداد الخطة وتنفيذها.2- شمولية الخطة لجميع برامج المدرسة ودور المدير أو الوكيل في ذلك.3- أن يتم التخطيط للأعمال حسب إمكانيات وظروف المدرسة والعاملين بها.4- أن يتم توزيع الأعمال لكل فصل دراسي يومياً وأسبوعيا وشهريا ًبشكل يمكن تنفيذه.5- أن تكون الخطة مرنة قابلة للإضافة والحذف والتأجيل خلال العام الدراسي.6- أن تكون سهلة التنفيذ يستطيع المدير وغيره السير بموجبها دون عقبات أو عوائق.فوائد التخطيط المدرسي :1- يساعد على وضع الأهداف واضحة.2- يساعد على الاستفادة من الموارد المتاحة.3- يساعد على التقليل من الأخطاء العشوائية.4- يساعد على التعرف على مواطن القوة والضعف.5- يساعد على توضيح الرؤى للمديرين والوكلاء وغيرهم.6- يساعد على عملية الإشراف والرقابة.
معوقات التخطيط المدرسي :1 - البعض يوضع أجزاء كبيرة ، لايمكن مع ذلك قياس التقدم وتصبح الجزئية كبيرة يصعب القيام بها 2 - عدم وضوح الأهداف فعندما تختلط الأمور يصبح الهدف غامضاً على صاحبه فأنه لايمكن تحقيقه . 3 - تحديد الوقت المناسب للتنفيذ .4 - التوافق ، بين الشخص المكلف بالعمل والعمل المكلف به .تقويم الخطة المدرسية :في نهاية العام الدراسي يقّوم مدير المدرسة خطته على ضوء ما أنجزه من الخطة وما دونه من ملاحظات وما حث أثناء التنفيذ سواء كانت متعلقة بالصعوبات والمشاكل التي واجهته في تنفيذ الخطة أو عدم إمكانية تنفيذ أجزاء من الخطة حيث توضح لأسباب والظروف بكل دقة لمناقشتها مع أعضاء مجلس الإدارة والمدرسين بحيث توضح الحلول الناجحة حتى يمكن تلافيها عند وضع الخطة المستقبلية .(( التخطيط المدرسي له أهمية عظيمة في المجالين العملي والتنفيذي فعندما يسير الفرد منا على طريق مرسومة ومخطط لها يصل بمشيئة الله تعالى إلى هدفه دون تخبط أو تعثر )).


مهارة صنع القرارات

مهارة صنع القرارات
إن من أهم أسباب النجاح في الحياة إجادة صنع القرارات واتخاذها في الوقت المناسب في أي جانب من جوانب الحياة المختلفة، سواء في تعاملك مع نفسك أو في تعاملك مع غيرك وكثير من الناس يعملون، ويجتهدون ثم في لحظة حاسمة من مراحل عملهم يحتاجون لقرار صائب حاسم لكنهم بترددهم وعدم إقدامهم على اتخاذ ذلك القرار أو بسبب عدم معرفتهم وتأهلهم لاتخاذ القرار يضيعون عملهم السابق كله وربما ضاعت منهم فرص لن تتكرر لهم مرة أخرى.
وهناك عدد من الخطوات التي يسلكها الإنسان ليصل إلى صنع القرار ، وهي :
1- جمع المعلومات الكاملة والصحيحة عن الموضوع الذي يحتاج إلى اتخاذ قرار فيه، إذ أن محاولة اتخاذ القرار مع نقص المعلومات عنه أو مع عدم صحتها سيؤدي إلى اتخاذ قرار خاطيء وبالتالي ستكون النتائج سيئة وغير صحيحة.
فمثلاً طالب نجح من الثانوية وله رغبة في التسجيل في قسم من أقسام الجامعة ولكنه محتار في أي الأقسام يسجل فالواجب عليه أن يجمع المعلومات اللازمة عن كل قسم من حيث عدد الساعات فيه ونظام الدراسة والمواد والمناهج التي تدرس في والأعمال التي يُمكن أن يمارسها المتخرج من كل قسم وشروط القبول في كل قسم.
2- حصر وتحديد الخيارات الممكنة والمتاحة بناءً على المعلومات المتوافرة عن الموضوع ، ففي المثال السابق نفترض أن الأقسام المتاحة للطالب خمسة أقسام، وبعد جمع المعلومات عن الأقسام المختلفة استقر أمامه ثلاثة خيارات هي التي تصلح ويجد في نفسه استعداد للدراسة فيها ويتوقع أن يحقق نجاحاً في الأعمال الخاصة بها بعد التخرج وإن كانت شروط القبول في قسمين آخرين متوفرة فيه.
3- ترجيح الأفضل من الخيارات الممكنة والمتاحة، فمثلاً في المثال السابق تبين أن الخيارات الممكنة هي ثلاثة أقسام لا غير ولكنه بالترجيح بينها ترجح لديه أحد الأقسام إما لطبيعة الدراسة فيه وإما لمدتها وإما لنوعية العلم الذي يمارسه بعد التخرج وإما لهذه الأمور مجتمعة جمعيها، وبالتالي استقر رأيه أن يسجل في قسم كذا.
4- إذا احتار في الترجيح ولم يظهر له أولوية لأحد الخيارات، فعليه بالاستخارة الشرعية ثم الاستشارة لأهل الخبرة في ذلك.
5- تنفيذ القرار : بعد الخطوات السابقة يكون الإنسان قد اتخذ قراره وحدد خياره ولم يبق عليه إلاّ تنفيذ القرار وهو ثمرة لكل ما سبق وبدونه لا يُمكن أن يكون لها قيمة والتنفيذ قد يكون ممن اتخذ القرار، وقد يكون من اختصاص أو صلاحيات شخص أو جهة أخرى كما أن جمع المعلومات ودراسة الخيارات قد يكون من جهة اتخاذ القرار وقد يكون من جهة استشارية أخرى توفر كل ذلك لمن يريد أن يتخذ القرار.
وفي مثالنا السابق تنفيذ القرار هو إجراءات التسجيل في القسم الذي وقع عليه الاختيار، وذلك بمعرفة مواعيد التسجيل والأوراق المطلوبة والاختبارات والمقابلات التي لا بد من اجتيازها والجهة التي يتم التقديم لها ومكانها وتنفيذ ذلك أولاً بأول ومتابعته حتى يتم التسجيل، ويبدأ الطالب الدراسة في القسم الذي وقع عليه اختياره.

قيمة الحياة في أهدافها

قيمة الحياة في أهدافها

لم يخلق الله – سبحانه وتعالى – الحياة عبثاً ولم يوجد الإنسان هملاً، قال الله تعالى: ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً ..) الآية، وقال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الآية.
والعاقل يدرك بما وهبه الله من عقل وما أودع فيه من فطرة أن الكون الذي بني على نظام دقيق والإنسان الذي خلق في أحسن تقويم لا بد أن يكون وراء خلقهما هدف عظيم وغاية سامية، وبالتالي فإن إضاعة الإنسان لأي وقت من حياته وإبقائه في دائرة الفراغ والضياع يتنافى مع هذه الحقائق فلا بد أن يجعل الإنسان لكل وقت من حياته هدفاً ولكل عمل غاية وأن يبرمج حياته على هذا الأساس ولو تأملت في سير الناجحين في الحياة لرأيت أن النجاح في حياتهم كان بمقدار ما كانوا يرسمون لحياتهم من أهداف.
قال الحسن البصري عن عمر بن عبدالعزيز – رحمهم الله - : ( ما ظننت عمر خطا خطوة إلا وله فيها نية).
وقال سلمان – رضي الله عنه - : ( إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي).

والأهداف في حياة الإنسان تنقسم إلى قسمين :
1- أهداف كبرى كلية دائمة أو أهداف استراتيجية كما يقال.
2- أهداف صغرى جزئية مرحلية أو أهداف تكتيكية.
ولا بد أن تكون الأهداف الصغرى خادمة للأهداف الكبرى ودائرة في فلكها ووسيلة لها وطريقاً للوصول إليها.
وأكبر هدف وأعظم غاية وأسمى مقصد يُمكن أن يسعى له الإنسان في الحياة ، هو السعي لرضوان رب العالمين بالوسائل التي شرعها الله لذلك.
وفي هذا المبحث سأحاول أن أضع بعض الأفكار التي تساعد الإنسان على تحديد أهدافه في جوانب حياته المختلفة، وهذه الأفكار هي:
1- حذار أن تعود نفسك على القيام بأعمال لا هدف لها، فالنفس كالطفل إذا تعودت على شيء لزمته.
وقد يتساءل البعض هل يعني أن تكون الحياة كلها جداً لا مكان فيها للترويح والاستجمام ؟
والجواب : لا، بالطبع، فالنفس لا تطيق ذلك، ولكن ليكن حتى طلبك للترويح في وقته المناسب، وبالكيفية المناسبة فيصبح هدفاً مقصوداً ومشروعاً وضمن منظومة الأهداف المطلوبة.
فمثلاً تريد أن تسافر إلى قرية (س) في يوم الأحد وستبقى في القرية ثلاثة أيام. فما هي أهدافك من هذا العلم.
لتكن مثلاً:
1- زيارة أختك وزوجها وأطفالها، وتقديم بعض الهدايا لهم.
2- الاطلاع على مسجد في قرية قريبة طلب منك المساعدة في ترميمه.
3- التعرف على متنزه قريب في القرية ذكر لك جماله.
4- المرور على رجل كبير السن في القرية وسؤاله عن بعض الأحداث التاريخية التي عايشها والاستفادة من تجاربه في الحياة.
5- استطلاع إمكانية إقامة عمل استثماري في القرية بالاشتراك مع بعض أصدقائك فيها.
6- إلقاء درس أو موعظة في مسجد القرية إذا كان ذلك مناسباً.
وهكذا كل عمل تزمع القيام به لا بد أن يسبقه بلورة هدف أو أكثر لهذا العمل وتقوم بعملية ترتيب لها حسب أهميتها ثم تقسم وقت العمل لتحقيقها مرتبة، ثم في نهاية العمل تنظر كم نسبة ما أنجزته من أهداف العمل إلى مجموعها.
وحين تعوَّد نفسك على هذا النمط من الحياة ستصبح حياتك تلقائياً حياة منظمة، وذات أهداف لا تقبل بالفوضى ولا يسيطر عليها الفراغ ولا تضيع فيها الأوقات (الحياة).
2- عند تحديد الأهداف يجب مراعاة الإمكانات المتاحة والمتوقعة ثم تحديد الأهداف على مقدارها فلا تكون الأهداف خيالية في طموحها بينما الإمكانات المعدة لها أو تلك التي يُمكن إعدادها متواضعة جداً أي أن يكون الهدف ممكن الحصول والتحقيق فمثلاً عندما تريد إقامة عمل تجاري يجب أن تنظر كم المال الذي يمكنك توفيرها لهذا العمل التجاري، ثم حدد حجم هذا العمل بناءاً على مقدار هذا المال.
أو عندما تريد البحث عن وظيفة فانظر ما هي الشهادة الدراسية التي تحملها والخبرات العملية التي تتمتع بها ثم على ضوء ذلك حدد نوعية ومرتبة الوظيفة التي تسعى لها.
وفي المقابل يجب الحذر من إهداء أو تجميد الموارد والإمكانات المتاحة والإنشغال بأهداف متواضعة جداً مع إمكان القيام بغيرها، فكلا الأمرين – التعلق بالأهداف الخيالية أو الإنشغال بالأهداف المتواضعة – مضيعة للوقت وإهدار للطاقات.
3- يجب أن يكون الهدف الذي تسعى لتحقيقه مناسباً للزمن الذين قدرته لإنجازه ؛ لأن من أخطر مقاتل الأهداف الجيدة عدم وجود الوقت الكافي لإنجازها كمن يريد أن يحصل على الشهادة الجامعية في تخصص الطب مثلاً خلال عام واحد بعد تخرجه من الثانوية.
ومن ذلك أيضاً من يسرف ويبذّر في إعطاء الأوقات الواسعة جداً للأهداف التي يُمكن إنجازها في أقل من ذلك كمن يُمكنه التخرج من الجامعة مثلاً خلال أربع سنوات ولكنه يماطل ويسوف ويتأخر فلا يحقق هذا الهدف إلا في ثمان سنوات !
والإحساس بقيمة الزمن وأهميته هو بداية تحريك النفوس وبعث الهمم لاستدراك الفائت أو اغتنام الحاضر والاستعداد للمستقبل، وليس هناك خسارة أشد من خسارة الوقت وهي خسارة لا يمكن تعويضها والزمن قيمة تتضاءل أمامها قيمة المال والدرهم والدينار في نظر أصحاب العقول الراجحة والبصائر النافذة.
4- يجب أن يكون الهدف الذي تسعى لتحقيقه هدفاً مشروعاً فالأهداف الممكنة كثيرة ولا تضيق الحياة إلا على العاجزين ولم يعدم يونس عليه السلام عملاً، وهو في بطن الحوت إذ كان من المسبحين.
ولكن من الأهداف ما يجوز أن يتصدى الإنسان لتحقيقه وإنجازه ومنها ما لا يجوز له أن يسعى له أو يفكر فيه فكل سعي في الأرض للفساد والإفساد وإن كان هدفاً ممكناً وقد يعود على فاعله بلذة أو نفع عاجل لكنه في موازين الحق والهدى مردود وباطل، كما قال تعالى: ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).
وهذا لا يتأتى إلا إذا عاش الإنسان في ظلال الإيمان وأنوار الوحي منطلقاً بجهده لعمارة الدنيا حتى ينال جزاء سعيه في الآخرة، أما القلب الذي لم يشرق عليه نور الرسالة المحمدية فهو قلب مظلم بوار والعياذ بالله ديدنه الفساد في الأرض وإن ظن أنه يحسن صنعاً.
فالسعي لكسب المال وتنمية الثروة للتمتع بطيبات الحياة والإنفاق في وجوه البر هدف ممكن لكل من بذل جهده في ذلك ولكن يُمكن أن يكون عن طريق مشروع في تجارة أو زارعة أو صناعة ، ويمكن أن يكون عن طريق الغش والرشوة والاحتيال والربا والمخدرات.
فالجميع جمع الثورة وحصَّل المال، لكن أين الثرى من الثريا، الأول جمع ماله من الحلال فهو سعادة له في الدنيا ونجاة له في الآخرة إن أحسن إنفاقه أيضاً، والآخر جمعه من الحرام فهو شقاء له في الدنيا وجحيم وعذاب في الآخرة.
ومثال آخر من يريد أن ينجح في الدراسة بالجد والاجتهاد والمثابرة والاعتماد على النفس بعد التوكل على الله ودعائه واللجوء إليه، وفي مقابله من يريد أن ينجح ولكن بالغش والاحتيال والاعتماد على زملائه، وشتان بين الصورتين.
5- يجب أن يكون الهدف محدداً واضحاً، لا غموض فيه ولا لبس ؛ لأن عدم تحديد الهدف أو عدم وضوحه يجعل الإنسان غير قادر على الوصول إلى ما يريد أو عدم معرفة ما يريد فمثلاً من يريد أن يتخرج من الجامعة لكنه لم يحدد أي تخصص يريد، ولا في أي جامعة ، ولا متى سيكون ذلك، فيكون هدفه غير محدد ويصعب عليه الوصل إليه.
وكمن يريد إيجاد بديل لعمله الوظيفي إذا تقاعد ويقف عند هذا فقط، أو يريد السفر فقط دون أن يحدد وجهته أو طبيعة العمل الذي يسعى لتحقيقه في سفره.
إذاً فلا بد من وضوح الهدف وتحديده بدقة حتى لا يختلط بغيره ويتعذر تحقيقه والسعي له.
ومن وضوح الهدف أن يكون إيجابياً لا سلبياً، أي أن تحدد ما تريده بوضوح، إذ إنّ من الأخطاء التي تقع فيها كثير من الناس عند سؤاله عن هدفه أنه يذكر لك ما لا يريده، أماّّ ما يريده فهو غير واضح في ذهنه أو لم يفكر فيه أصلاً.
ومن وضوح الهدف أن تتخيل أكبر قدر ممكن من تفاصيله كأنه منجز متحقق حاصل بين يديك.

6- من شروط تحقق الأهداف وضع خطة عملية للوصول إليها، فالهدف مهما كان عظيماً وممكناً ومشروعاً ومحدداً ما لم يبين سبيل الوصول إليه يبقى أفكاراً وآمالاً فقط، أما تحققه في الواقع فلا بد له من خطة توصل إليه.
وهذا هو مفترق الطريق بين الجادين والهازلين في الحياة أن الهدف عند أهل الجد والعزائم بمجرد أن يتحدد يتبعه التفكير والإعداد لكيفية تحقيقه والوصول إليه وما هو مدى البعد والقرب منه، وما هي العوائق الموجودة في الطريق أو التي يتوقع حصولها ؟ ، وكيف يُمكن تجاوز هذه العوائق والتغلب عليها.
أمَّا أهل التسويق والبطالة فما أكثر الأهداف الخيالية عندهم التي لا يخطون خطوة واحدة في سبيل تحقيقها.
فمن يضع له هدفاً مثلاً أن يوجد له منزلاً سكنياً خلال سنتين فلا بد له من وضع خطة للوصول إلى هذا الهدف تشتمل على توفير المبالغ المالية والبحث عن الأرض المناسبة ووضع التصاميم الهندسية اللازمة والتعاقد مع المقاول وشراء الاحتياجات ورسم جميع هذه الخطوات بالدقة والتفصيل.
وهذا يختلف عمن يريد أن يبني منزلاً سكنياً فقط ثم لا يفكر في شيء بعد ذلك.
ومن وضع له هدف تأليفِ كتاب مثلاً فلا بد له من تحديد موضوعه ثم الاطلاع الأولي على مصادره ثم وضع مخطط له يحتوي على أبوابه وفصوله ومباحثه ومسائلة وأمثلته وغير ذلك.
وينبغي عند وضع خطة تحقيق الهدف مراعاة أن تكون عملية مرنة منطقية كما سيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله في مبحث لاحق.
7- بعد إنجاز الخطة وتوفير الاحتياجات وتحديد زمن التنفيذ يكون التنفيذ للخطة من أجل الوصول للهدف وتحدد جهة التنفيذ وجهة الإشراف ومعيار قياس التقدم نحو الهدف وقد تكون جهة التنفيذ هي جهة الإشراف، وسيواجه الإنسان أثناء تقدمه نحو هدفه كثيراً من العقبات التي قد تستدعي منه تعديل بعض خططه والنظر في الأهداف المرحلية التي توصله للهدف الرئيسي من العملية كلها.
ولا بد أن يكون المناط به تنفيذ العمل مؤمناً به إيماناً جازماً ، وأن يعقد العزم على الوصول إليه بلا أدنى تردد، وأن يعقد العزم على أنه المسئول عن تحقيقه لا غيره وإلاّ فالفشل هو مصير العمل لتحقيق الهدف.
8- يجب أن يكون الهدف الذي تسعى لتحقيقه هدفاً محتاجاً إليه وأولى من غيره بالعمل.
فقد يكون الإنسان يسعى لأهداف تتوفر بيها جميع الشروع السابقة لكنه لا يحتاج إليها بل حاجته لأهداف أخرى أكثر إلحاحاً كمن يريد أن يعدَّ له استراحة يقيم فيها أسبوعياً في إجازة نصف العام وهو لم يبني منزلاً سكنياً يقيم في طوال العام.
وهذا اختلال في الأوليات عنده حيث يقدم ما حقه التأخير ويؤخر ما حققه التقديم، وربَّما تمادى الحال بمن هذه صفته إلى أن يقضي حياته في توافه الأمور وصغارها بينما كان يُمكن أن يعمل غير ذلك ويترك أثر بل آثاراً يناله نفعها وينال غيره في الدنيا والآخرة.
وهذا يقودنا إلى الإشارة إلى قضية أخرى وهي أن الإنسان لا يد أن يكون في تحديد أهدافه والسعي لتحقيقها صاحب طموح ونفس توَّاقه لمعالي الأمور، فالحياة محدودة والفرص قد لا تتكرر، ومن قضى أوقاته ومضت حياته في الاشتغال بتوافه الحياة وصغارها عاش في قاعها، ولم يتسنى له الرقي إلى ذراها وقممها.
فمثلاً إنسان يتمتع بذكاء عال جداً ويتخرج من الثانوية بتقدير ممتاز ولديه قدرات أن يواصل دراسته حتى يحصل على شهادة الدكتوراه لكنه يرضى بما تحقق له في الثانوية ويبحث له عن وظيفة محددة، هذا قد قتل قدراته ووأد إمكاناته ، والسبب أن أهدافه متواضعة، وطموحه محدود.
وإنسان آخر يقضي أوقاته في اللهو والبطالة ومجالسة الكسالي والفارغين، ولو قضى هذه الأوقات في عبادة ربه من صلاة وقراءة وذكر وسعي على الأرملة والمساكين والتميم، وفي مزاولة حرفة واكتساب رزق حلال لكان حاله غير حالة لكنه عدم الطموح والرضى بالدون ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى أعمل صلحاً فيما تركت …).
9- إذا حددت هدفك العام وتوافرت فيه المواصفات والشروط المتقدمة، فالواجب عليك أن تجزىء هذا الهدف العام إلى أهداف جزئية مرحلية صغيرة لكما تحقق هدف منها اقتربت أكثر نحو استكمال هدفك حتى يتم تحقيقه باستكمال تحقيق الأهداف المرحلية الصغرى، وهذا يستدعي منك تقسيم هدفك الرئيسي العام إلى أهداف مرحلية صغرى أن تحدد الخطوات العملية التي يتم من خلالها تحقيق كل هدف مرحلي على حدى.
فمثلاً من أراد أن يؤلف كتاباً في فن معين في موضوع محدد يلزمه لتحقيق ذلك عدد من الأهداف المرحلية وهي :
1- وضع مخطط للكتاب.
2- حصر مصادرة ومراجعة.
3- كتابته وإعداده.
4- نشره وطباعته.
وكل هدف من هذه الأهداف المرحلية يحتاج لعدة خطوات عملية لتحقيقه.
فمثلاً هدف وضع مخطط الكتاب يحتاج للخطوات الآتية:-
1- أن يطلع على الأبحاث السابقة في الموضوع نفسه.
2- أن يسجل ما يلقاه من مباحث ومسائل مما له علاقة بموضوعه.
3- أن يطلع على الكتب المتخصصة في طرائق البحث ويسجل ما له علاقة بموضوعه.
4- أن يجمع شتات ما كتبه وينسقه وينظمه ويصيغه.
5- أن يعرض ما كتبه من مخطط على بعض المتخصصين في هذا الفن ممن هم أعلم منه بذلك.
6- أن يستفيد من ملحوظاتهم وتوجيهاتهم ويعد مخطط كتابه على الصورة النهائية.
وهدف حصر مصادر ومراجع الكتاب يحتاج منه إلى الخطوات الآتية:
1- أن يقوم بالبحث والتفتيش في مكتبته الخاصة ويسجل ما له علاقة ببحثه من المصادر.
2- أن يقوم بزيارة أكبر قدر ممكن من المكتبات التجارية للبحث فيها وشراء ما يحتاجه منها.
3- أن يطلع على موجودات المكتبات العامة وفهارسها ويسجل ويحصر ما له علاقة بكتابه.
4- يقوم بزيارة المكتبات الخاصة لزملائه وأصدقائه ويبحث فيها ويستعير ما له علاقة ببحثه.
5- يطالع فهارس المصادر في الأبحاث المشابهة ويسجل ما له علاقة ببحثه.
6- يبحث في فهارس دور النشر والرسائل الجامعية فقد يجد ما يصلح مصدراً لكتابه.
ثم ينتقل للهدف المرحلي الثالث وهو كتابه المؤلف وإعداده، وله أيضاً خطوات عملية تؤدي إليه.
ينتقل للهدف المرحلي الرابع وهو طباعة الكتاب ونشره ، وله أيضاً خطوات عملية تؤدي إليه.
وقد آثرت عدم ذكر الخطوات العملية لهذين الهدفين اختصاراً واكتفاءاً بالتمثيل بما تقدم، فإذا تحققت الأربعة الأهداف المرحلية من خلال خطواتها العملية فقد وصلت لهدفك الرئيسي في الموضوع وهو تأليف كتاب في موضوع محدد في علم من العلوم.
ومما ينبغي ملاحظته في الأهداف المرحلية والخطوات العملية المؤدية إليها أن يكون لكل خطوة بديل أو أكثر بحيث لو لم تتمكن من هذه الخطوة لحاولت التقدم عن طريق البديل الآخر لها، بل لو رأيت أن الهدف العام لا يمكن تحقيقه فليكن لك أهدفا بديلة تستثمر في تحقيقها ما بذلت من جهد.
فمثلاً لو رأيت أن الموضوع كُتب فيه ولم تطلع على ذلك إلاّ بعد البحث والعمل والتعب، أو ظهر لك أن المعلومات المتوافرة لا تكفي لتأليف كتاب فيمكنك حينئذٍ أن تستعيض عن ذلك بكتابة مقال أو بحث علمي حول الموضوع في إحدى الدوريات المتخصصة.
وهذا المثال الذي أسهبت في بيانه بعض الشيء يمكن أن يطبق على أي هدف تسعى له في الحياة ولكن بالصورة المناسبة له.
10- من عوامل النجاح في تحقيق الأهداف أن يكتم أمرها وأمر السعي والعمل لتحقيقها عمن لا حاجة إلى علمه بها، وكما ورد في الأثر ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)، ومن عجز عن حفظ سره فلا يلوم غيره إذا أفشاه، وكم من الأهداف ضاعت وفشل في تحقيقها أو سرقت بسبب إفشاء أسرارها عن أصحابها.

السيطرة على الذات واكتساب الثقة

السيطرة على الذات واكتساب الثقة
العوامل المؤثرة في شخصيتك :
1- عوامل ذاتية هي أكثر العوامل تأثيراً في الشخصية وكذلك هي أكثر العوامل استجابة لجهود الإنسان في تطويرها وتعديلها والرقي بها أو الانحطاط، ومن هذه العوامل:
العقيدة والدين، الثقافة والمعلومات، الأخلاق والسلوك، المهارات والخيرات، الصحة البدنية والنفسية، المظهر الخارجي، تنظيم الحياة ، الهوايات، الآمال والطموحات المستقبلية.
2- عوامل مادية خارجية مثل: المال ، السيارة ، المنزل، المكتبة، الغذاء، الرياضة، الوظيفة.
3- عوامل إنسانية، ويراد بها العلاقات مع الآخرين مثل الزواج، اليتيم، العلاقات مع الأقارب، الأصدقاء ، الزملاء في العمل، الجيران، المنزلة الاجتماعية، العلاقات العارضة في سفر أو سوق ، أو غير ذلك.
4- الأحداث والحوادث مثل: الأمراض، حوادث السيارات، الاضطرابات الاجتماعية، الحروب العسكرية، الكوارث الاقتصادية ، الحوادث الطبيعية كالزلازل والفيضانات.
وهذه الحوادث إما مؤلمة أو مسعدة وإما مقصودة أو غير مقصودة.
وأي من هذه العوامل إما أن يكون أثره في النفس والشخصية إيجابياً وإما أن يكون سبباً، ويستطيع الإنسان أن يصمم له استمارة تحليل لشخصيته، ويضع جميع هذه العوامل فيها ثم ينظر ويسجل ما يتمتع به من إيجابيات أو سلبيات في كل عامل منها ثم يقوم بعملية إحصاء نهائية لهذه الإيجابيات والسلبيات فيحدد نقاط القوة والضعف في شخصيته.
والواقع أنني أختصر الحديث في هذه القضية اختصاراً شديداً، ولكنني أردت الإشارة إلى ذلك فقط.

الحياة المنظمة هي القائمة على التخطيط

الحياة المنظمة هي القائمة على التخطيط
سبق الإشارة إلى أن التخطيط شرط للسير في الحياة بنظام وتجنب الفوضى والاضطراب في الحياة، وللتخطيط مبادئ وضوابط ودراسات توسع فيها المعاصرون توسعاً كبيراً وسأكتفي هنا بإيراد بعض المبادئ العامة السهلة التي يُمكن أن يستفيد الإنسان منها ويحاول أن يطور حياته بها مهما كانت ثقافته وإمكاناته، وإليك هذه المبادئ والإرشادات العامة.
1- لا تباشر التخطيط – وبخاصة في الأمور المهمة – إلاّ بعد الحصول على قدر كاف من الراحة والهدوء واعتدال المزاج والشعور بالثقة وعدم القلق والتوتر والإحباط ؛ لأن التخطيط يحتاج منك إلى جميع قواك الذهنية من تفكير وتذكر وخيال، وهذا لا يتأتى إلاّ عندما يكون الإنسان في الحالة الذهنية والنفسية والجسمية المناسبة لذلك، وهذا في الأحوال الطبيعية أماّ في الأحوال الاضطرارية فللضرورات أحكامها.
2- توفر المعلومات عن الواقع القائم وعن العمل الذين تسعى لإقامته وإيجاده ، فلا بد من الإلمام بالواقع وتوصيفه كما هو عليه من غير زيادة ولا نقصان ؛ لأن الواقع سيكون منطلقاً للمستقبل الذي تخطط له، والمراد هنا واقع العمل الذي تريد التخطيط له وتطويره وإنجازه لا واقع الحياة كلها فلذلك حديث آخر، ولا بد كذلك من إيجاد المعلومات التفصيلية عن العمل الذي يخطط له من حيث أهدافه ووسائله وفائدته ومدى الحاجة إليه.
3- تحديد الأهداف المراده من العمل الذي تخطط له وليكن تحديد الأهداف بالصورة التي سبق الإشارة إليها في مبحث سابق من مراعاة للأولويات وإيجاد للبدائل وتوازن وواقعية ووضوح وغير ذلك من الأمور.
4- معرفة وحصر ما تحتاج إليه من وسائل وإمكانات بشرية ومادية لتنفيذ خطتك وتحقيق أهدافك ومعرفة ما هو الموجود منها، وما هو غير المتاح الآن ؟ ، وكيف يُمكن إيجاده ؟ ، ويراعى في ذلك الوسيطة بين الإشراف والتقتير في المقدار ، وأن تكون الوسيلة مشروعة غير محرمة.
5- تحديد زمان ومكان تنفيذ العمل وإنجازه ، ويجب أن يكون تحديد هذين العنصرين واضحاً وضوحاً لا لبس فيه فإن لم يتم ذلك فستبقى الخطة ناقصة حتى يتم استكمال ذلك ، إذ لا بد لكل عمل في الحياة من زمان ومكان، ولا يمكن أن يتم بدونهما، وهذا يستدعي أن تحدد زمان ومكان ودور كل وسيلة من وسائل العمل، وكل مرحلة من مراحله.
6- تحديد من يقوم بتنفيذ العمل إما بتحديد عينه وشخصه سواء كان فرداً أو مجموعة أفراد أو بتحديد أوصافه المناسبة لهذا العمل ثم بعد ذلك يبحث عمن تنطبق عليه هذه الأوصاف ويسند إليه أمر تنفيذ العمل، إذ إن كل عمل يحتاج إلى إنسان فيه من المواصفات ما ليس فيمن يحتاجه العمل الآخر، فعمل الحدادة يحتاج إنساناً صفاته وخبراته غير من يحتاجه عمل التجارة، والزراعة تحتاج إنساناً تختلف صفاته عن صفاته من يصلح للحدادة والنجارة وهكذا.

وقد يخفق التنفيذ لأسباب عديدة منها:
أ – عدم حصر الاحتياجات بدقة وترك اكتشافها ثم توفيرها للمصادفات، فمثلاً لو أردت القيام برحلة عائلية أو مع بعض الزملاء وأخذت بعض لوازم الرحلة بدون حصر شامل لذلك وعند الوصول لمكان الرحلة تكتشف بعد كل فترة نقص شيء من احتياجاتكم وتضطر لركوب السيارة والذهاب لإحضاره، وهكذا دواليك حتى انتهت الرحلة القصيرة دون أن تستمتع بها، والسبب في ذلك عدم الدقة والشمول في حصر احتياجاتك وتوفيرها.
ب- عدم توزيع الوسائل والإمكانات على مراحل العمل توزيعاً صحيحاً فيقدم ما حقه التأخير ويؤخر ما حقه التقديم، وهكذا دواليك.
ج- عدم وعدم الأشياء والإمكانات عند تخزينها وحفظها في أماكنها المناسبة بصورة منظمة يسهل الوصول إليها عند الاحتياج لها كمن لديه مكتبة ثرية غنية بالكتب ولكنها غير منظمة وعند الاحتياج لأي كتاب تبذل جهداً ووقتاً في البحث عنه، وقد لا تعثر عليه بعد ذلك أيضاً.
د- تعقيد الخطة وعدم مرونتها وبساطتها مما يؤدي إلى صعوبة فهمها واستيعابها وبالتالي عدم القدرة على تنفيذها.
هـ- عدم الإيمان بالعمل والحماس له مما يحول العاملين إلى أناس تقليديين يكتفون بالصورة الظاهرة من العمل.
و- عدم قدرة العاملين على ممارسة العمل لعدم وجود التدريب الكافي.
ز- الانقطاع عن العمل وعدم الاستمرار فيه إلى نهاية على مقتضى الخطة.
7- كذلك يجب أن تشتمل الخطة على بيان من يقوم بالإشراف على تنفيذ العمل، ومهمته هي متابعة من ينفذ والتأكد من أنه التزم بالخطة الموضوعة له، وكذلك مساعدته في تجاوز ما قد يعرض له من عقبات لم تكن في الحسبان وتوفير ما يحتاجه من إمكانات مادية وبشرية لتنفيذ العمل المناط به، وقد يكون المخطط هو المنفذ وهو المشرف أيضاً، وقد يكون لكل عمل منها جهة مختلفة عن الأخر وبخاصة في الأعمال الكبيرة.
ويُمكن أن يستفاد في تخفيف الأعباء حينئذٍ عمن يقوم بالتنفيذ والإشراف عن طريق التفويض للآخرين، وسيأتي الحديث عن ذلك بصورة أكثر تفصيل إن شاء الله.
8- تحديد طريقة التقويم وكيفية إعداد التقارير عن التقدم في العمل ومدى توافق ذلك مع الخطة والفترة الزمنية المحددة لكل مرحلة من مراحل العمل، وبيان معايير الإنجاز التي على أساسها يقاس النجاح أو الفشل في العمل.


وهذه المعايير ترتكز على أربعة أمور هي :
أ ) مقدار الكمية المنفذة من العمل.
ب) جودة ما نفذ من كمية.
ج) مقدار الجهد والتكلفة المادية المبذولة في هذه الكمية.
د) مقدار الزمن الذي استغرق في إنجاز هذا المكنية فمثلاً لو نفذ من العمل ما نسبته 30% في فترة زمنية تبلغ 50% من زمن التنفيذ وبتكلفة تبلغ 40% من تكلفة العمل، فالعمل يحكم عليه بالفشل حينئذٍ ولا بد من تدارك النقص في ذلك.
وكذلك لا بد من تحديد الجهة التي يسند إليها إعداد تقارير التقويم والإنجاز.
والخطة الناجحة هي التي تجيب على الأسئلة التالية:
أين نحن الآن ؟ ولماذا ؟ وأين يجب أن نكون ؟ وكيف ؟ ومتى يكون ذلك ؟ ومن سيقوم به ؟

نموذج تخطيط لشأن عائلي :
1- موضوع الخطة : ميزانية المنزل.
2- هدف الخطة:
أ- ضبط عملية الصرف على العائلة بطريقة متوازنة تتناسب مع الدخل المتوفر للعائل.
ب- شمول الانفاق على جميع الاحتياجات.
ج- ترتيب النفقة حسب الأوليات.
3- عدم أفراد العائلة 10
أ) عدد الأطفال 5
ب) عدد الطلاب 3
ج) عدد النساء 1
د) عدد الرجال 1
4- المدى الزمني للميزانية 3 شهور.
5- المبلغ المتوفر للميزانية خمسة عشر ألف ريال. (15000).
6- عناصر صرف الميزانية:
أ) الضروريات وتبلغ نسبتها 80% من الميزانية ومقداره 12000 ريال موزعة كالآتي:
الطعام وتبلغ نسبته 35% من الميزانية ومقدارها 5625 ريال.
الشراب: وتبلغ نسبته 5% من الميزانية ومقدارها 750 ريال.
الملابس وتبلغ نسبتها 10% من الميزانية ومقدارها 1500 ريال.
العلاج : وتبلغ نسبته 7% من الميزانية ومقدارها 1050 ريال.
السكن: وتبلغ نسبته 15% من الميزانية ومقدارها 2250 ريال.
الطاقة من غاز وكهرباء ونسبتها 5% من الميزانية ومقدارها 750 ريال.
الاحتياجات المدرسية ونسبتها 3% من الميزانية ومقدارها 450 ريال.
فيكون مجموع ما سينفق على الضروريات 80% من الميزانية ومقدارها 12000 ريال.
ب) الكماليات وتبلغ نسبتها 20% من الميزانية ومقدارها 3000 ريال موزعة كالآتي:
الضيافة: وتبلغ نسبتها 8% من الميزانية ومقدارها 1200 ريال.
الهدايا: وتبلغ نسبتها 4% من الميزانية ومقدارها 600 ريال.
الهاتف: وتبلغ نسبته 4% من الميزانية ومقدارها 600 ريال.
أجور التنقلات : وتبلغ نسبته 4% من الميزانية ومقدارها 600 ريال.
فيكون مجموع ماسينفق في الكماليات 20% من الميزانية ومقدارها 3000 ريال.
7- من يقوم بعملية صرف الميزانية : ربة المنزل.
8- من يقوم بالإشراف والتقويم : رب المنزل.
9- فترات المراجعة والتقويم : كل خمسة عشر يوم.

ماهي الملحوظات على هذه الميزانية ؟ :
المتأمل في هذه الخطة لميزانية منزل دخله الشهري خمسة آلاف ريال يظهر له عليها بعض الملحوظات، وهي :
أ- عدم تخصيص مبلغ للأعمال الخيرية.
ب- عدم أدخار أي مبلغ للطوارىء والمشاريع المستقبلية كشراء سيارة مثلاً.
ج- عدم تخصيص أي مبلغ للكتاب والشريط وما يشابهها مما له صلة بالناحية العلمية والثقافية في حياة الأسرة، وعلى هذا فلا بد من إعادة النظر في الميزانية لاقتطاع بعض المبالغ من بنودها المذكورة أو توفير مبالغ إضافية لهذه الثلاثة الأمور.

الاستغلال الأمثل للزمن

الاستغلال الأمثل للزمن

إن أخطر مشكلة تواجه الأمم والأفراد هي مشكلة ضياع الأوقات، إذ أن ذلك يعني ضياع الحياة، وكل فائت قد يستدرك إلاّ فائت الزمن ؛ ولذلك تذكر دائماً هذه العبارات واكتبها أمامك بخط عريض:
(الوقت لا يتوالد ، لا يتمدد ، لا يتوقف، لا يرجع للوراء، بل للأمام دائماً)
وأعلم أن أول شروط النجاح في الحياة هو إدارة وقتك بفعالية والزمن في الحقيقة لا يُمكن أن يدار من قبل الإنسان حتى وإن كثرت في كتاباتهم عبارة إدارة الوقت، إذ أن الزمن يتحرك بقدر الله ولكن الذي يمكن أن يدار هو استغلالنا للوقت أثناء جريانه وقد أعاد وأبدأ القرآن الكريم في التحذير من ضياع الأوقات وكذلك السنة الشريفة فضلاً عن الحكماء والعلماء وأصحاب التجارب في الحياة.

والعناصر التي يمكن تقسيم الوقت بينها في الحياة هي :
1- الضروريات ، وهي ( أداء الفرائض – الأكل – الشرب – النوم – العلاج – النكاح).
2- العلاقات ، وهي مع ( الأهل والأقارب – الأصدقاء – الزملاء – الجيران).
3- التطوير والاستجمام، وهي ( القراءة – الكتابة – الرياضة – النزهة – النوافل من الطاعات).
4- الطوارئ، وهي (المناسبات – الحوادث – الأزمات)
5- العمل المخصص للكسب سواء كان وظيفة أو تجارة أو زراعة أو مهنة والأوقات المخصصة له أما منتجة أو ضائعة.
ولكل فقرة من هذه الفقرات تفصيل طويل ليس هذا محل بيانه، ولكن نكتفي بالإشارة السابقة لكل قسم منها

توجيهات عامة في التعامل مع الزمن
1- احرص على شراء حاجياتك من مكان واحد وفي وقت واحد وبكميات كبيرة حتى لا تعود للشراء في وقت قريب، ومثل ذلك المدارس والعلاج والنزهات.
2- بالنسبة للعمل الوظيفي قسمه إلى الأقسام التالية وحافظ على هذا التقسيم قدر الإمكان.
أ- القسم الأول لمقابلة مرؤوسيك ورؤسائك في العمل لمناقشتهم في قضايا العمل.
ب- القسم الثاني لمقابلة المراجعين لمكتبك وسماع طلباتهم.
ج- القسم الثالث لإنجاز المعاملات والأوراق التي يجب عليك إنجازها في ذلك اليوم.
د- القسم الرابع للرد على المكالمات الهاتفية الواردة للمكتب، وتذكر أن الهاتف وسيلة لقضاء الحاجات فاستعمله بقدرها ولا تجعله وسيلة لقتل الأوقات.
3- بالنسبة للزيارات منك أو إليك احرص على أن تكون بموعد سابق وبقدر الحاجة منها وأن تقضي وقتها فيما يفيد مع الاستفادة من هوامش الوقت في إنجاز بعض الأعمال الثانوية.
4- أما الانتقال من مكان إلى آخر فليكن بأكثر الوسائل توفيراً للوقت والمال والجهد، وإذا استطعت أن يكون في غير أوقات الازدحام وعبر الطرق غير المزدحمة فلا تفرط في ذلك، وإذا أمكنك إنجاز بعض الأعمال أثناء انتقالك بالطيارة أو القطار أو الحافلة وما شابهها وإلاّ فاجعله فرصة للراحة والنوم استعداداً لما بعد السفر من أعمال واحرص على الحجز قبل السفر بوقت كاف وبخاصة في المواسم.
5- فترات الانتظار الاضطرارية مثل الانتظار عند الإشارة أو الطبيب أو انتظار الضيوف أو انتظار الطعام عندما تكون ضيفاً وأمثال ذلك يضيع فيها كثير من الأوقات.
ولتلافي هذه المشكلة عليك بالآتي
حاول تقليل فترات الانتظار بترتيب مواعيدك، والالتزام بها واختيار الأوقات التي يقل فيها الزحام واسلك لقضاء غرضك أقصر الطرق واقلها ازدحاما ً وأرشد الآخرين للالتزام بدورهم وعدم تجاوزه، وأخيراً استفد من انتظارك في القراءة أو الكتابة أو الذكر أو التفكر.
6- اجعل في برنامجك أوقاتاً خاصة للتطوير الذاتي من خلال القراءة والدراسة وأخذ الدورات التخصصية المناسبة والاعتكاف للعبادة وصيام النوافل وأشباه ذلك.
7- اجعل في برنامجك أوقاتاً خاصة للترفيه والتنزه المشروع ولا تحسبن ذلك مما يضيع فإنه إذا أحسن الاستفادة منه وكان بقدره وفي زمنه المناسبين كان له أجمل الأثر في تنشيط النفس وإزالة ما قد يصيبها من كلل وملل وسأم.
8- لا تتردد في استعمال عبارة ( ارجعوا هو أزكى لكم) وفي الرد بكلمة ( لا ) عندما يتسلط الفارغون لإضاعة وقتك والقضاء على أثمن ما تملك .
9- أحذر من ضياع حياتك أمام وسائل الترفيه بل كن حازماً في ضبط ذلك وبخاصة مع أطفالك ومن تعولهم، وعودهم على احترام النظام والترتيب لحياتهم باستغلال الوقت وتحمل المسئولية.
10- ضع علبة احتياطية لمفاتيحك يسهل الوصول إليها وبعيدة عن متناول الأطفال والفضوليين، ورتب ما تحمله من مفاتيح في جيوبك بشكل ثابت بحيث يسهل الوصول إليها في أي ظرف بمجرد اللمس ولا تجمع المفاتيح كلها في ميدالية واحدة، بل اجعل كل مجموعة مفاتيح متقاربة في العمل في ميدالية خاصة بها ؛ لأن كثيراً من الأوقات تضيع في البحث عن المفاتيح وربما كسرت الأبواب وتعطلت الأعمال.


كيف تقلل إهدار الأوقات ؟
1- دوِّن في دفتر محلوظات صغير ما يضيع من وقتك خلال يوم وهكذا لمدة أسبوع، ثم لمدة شهر ثم قم بإحصاء ما ضاع منك خلال عام ، ثم انظر كم نسبة الضائع من حياتك.
ويُمكن أن تكون الورقة التي يسجل فيها الوقت الضائع هكذا وقت ضائع في
الساعة يوم شهر مقدار الوقت الضائع سببه مكانه مع من
2- قم بعملية تقسيم لأوقاتك على أعمالك كما هي في الواقع ثم انظر أي الأعمال يستأثر من الأوقات بأكثر من حاجته وأي الأعمال لا يأخذ كفايته ثم أعد التوازن إلى برنامجك على ضوء ما توصلت إليه من نتائج.
3- قم في أوقات الهدوء والاسترخاء بالتعرف على ميولك النفسية ورصد أثرها في تسريب وضياع وقتك في توافه الأمور لتقوم بعد ذلك بمحاولة الإصلاح ومجاهدة النفس.