المرأة فى سوق النخاسة العالمى
المقدمة
( أما والله اني لأرى العالم قد حفر فبراً للمرأه ثم وأدها فبه ، ثم رفع قبعته محييا لها ) ([1]) .
في جنات سوق النخاسه العالمي للمرأه تجد السماسرة ممن يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته .
يقتلون المرأة باسم الحرية .
يتسوقون في سوق الجنس تحت قانون اسموه (قانون البقاء ) تكونين – حسب رأيهم – بغياً وهم شرفاء .
يكسبون المال بفتاة الغلاف .
يروجون مصنوعاتهم بصورة عارية لامرأة .
لهم أن يغازلوا ما شاءوا أما أنت فواحداً منهم يكفيك .
يأسرون جمالك باسم المساواة .
وأنت للمدافعين عنك تشتمين ، ولجلاديك تمجدين .
تطربين لكلمة الحرية وفيها قيدك الشديد .
وتضجرين ممن يقول أختاه أيتها الأمل أفيقي .
و اني لقائل : (أفيقي وانظري الجلاد) .
فتاة الغلاف
يتسابق بعض الرجال شيباً وشباناً إلى شراء أي مجلة تربعت على غلافها فتاة حسناء وبضعة أسطر داخل المجلة عنها ، لا حباً في المجلة أو مواضيعها وإنما للتمتع بهذا الجمال الذي
سرقه أصحاب هذه المجلة أو تلك .
أيتها الفتاة لو كنت سوداء اللون أو قبيحة الوجه أو كبيرة في السن هل يقبلون نشر صورتك ؟ على غلاف مجلتهم .
يقولون هوايتك الطب أو الصيدلة أو التدريس فجربي بعد ما تمر السنين وتصبحين طبيبة أو معلمة وقد تغضن وجهك الجميل ، وذهب رونقه وسحره ، أقول جربي أن تبعثي لهم صورتك على أنك الفتاة التي كانت هوايتها كذا وكذا وقد تحققت هذه الهواية وأصبحت في المركز الذي كنت تطلبين فهل ينشرون صورتك ؟
أقول جربي لترين ما يفعلون في المكتبات سرعان ما تنفد بينما عشر نسخ من مجلة أخرى لا تحمل صورتك تبقى وقتاً طويلاً ويعود الفائض إلى إدارة المجلة ، فائض عشر نسخ فقط .
لو فكرت قليلاً في المبالغ التي يربحونها من ( فتاة الغلاف ) لعرفت أن لك حقاً من تقاضي مبلغاً كبيراً من قيمة بيعها لأنك ( كفتاة غلاف ) كنت الوسيلة الإعلامية المباشرة لهذا الكسب .
دعيهم يتوقفون ولو لعدد واحد – عن نشر صورتك الجميلة ، فماذا ستكون النتيجة ؟ سينخفض توزيع المجلة إلى حد تعلمين معه أنك سلعة لها ثقلها المادي على ترويج هذه المجلة .
ان لك حقوقاً مالية كبيرة وكثيرة في عائد هذه المجلات .
ماذا تكسبين من وراء ذلك هل تعتبرين الشهرة كسباً ، ا ن هذا العدد من تلك المجلة يكون مصيره سلة مهملات يبحث القراء عن عدد جديد ووجه ( فتاة غلاف ) جديد وهكذا سلعة رخيصة عند البائع والمشتري .
مضيفات الطيران
تتنافس شركات الطيران العالمية في الحصول على أجمل المضيفات ليعلمن على متن طائراتها لتصبح المضيفة نهباً لعيون ركاب كل رحلة وكأنها لوحة في معرض للفن التشكيلي .
لماذا ترضين بهذا ؟ اليس هناك من الرجال ما يكفي ، نسمع ببطالة الرجال في كل مكان ، يتسكعون في الشوارع ولا يجدون عملاً . لو عمل هؤلاء الرجال وكنت زوجة أحدهم يرعاك وتخلفون من الأولاد من يقوم برعايتك عندما تكبرين في السن ولا تقدرين على العمل .
إنها سنة الحياة أن يخدم الصغير من هو أكبر منه سناً وهكذا .
اما أن تعلمين مضيفة حتى يذهب الجمال وتذهب القوة ثم يعطونك الاشارة الخضراء لمغادرة ابواب الطائرة والشركة ، وفتاة أخرى جميلة تعمل مكانك وتبقين عانساً يهرب الرجال منك .
دعي الرجال يعملون ليخدمونك بدلاً من جحوظ أعينهم في مفاتن جسمك بدون مقابل لأنهم سيركبون طائرة أخرى ويفتتنون بمضيفة أخرى مجاناً . . .
كما أن بقائك مرهون بحسنك وعنفوان شبابك فما إن يبلي الشباب ويغيض الجمال حتى تعمد شركات الطيران إلى تغييرك مع الأثاث الجديد .
الإعلانات التجارية
تقوم شركة من الشركات بنشر إعلان عن مصنوعاتها في إحدى المجلات ، ومن بديهيات الإعلان أن تكون هناك فتاة جميلة ليس عليها ما يستر عورتها آلا غطاء شفاف مزوق ويدفعون لصاحب المجلة أو الصحيفة مبالغ ضخمة ليتم الإعلان .
وأسألك سؤلاً : كم المبلغ لذي دفعوه لك ؟ وما هو سبب إنتشار الإعلان ؟ ولماذا يقبل الشباب على شراء المجلة أو الصحيفة التي تحمل صورتك ؟ وأجيب بالنيابة عنك فأقول :
قد يعطونك مبلغاً زهيداً لتكوني ضمن هذا الإعلان . أما سبب إنتشار هذا الإعلان فإنه صورتك الجميلة . أقول هذا لأنني شاب أعرف ميول الشباب وغرائزهم تجاه الجميلات .
لماذا تصبحين سلعة غالية في ريعان شبابك ونضارة وجهك ، هل يقبلون - عندما تصبحين عجوزاً – أن ينشروا صورتك في إعلاناتهم ولو كنت دميمة المنظر هل يرغبونك ؟
لا ثم لا وسيضعفونك بأحذيتهم أيتها العجوز التي تسابقوا عليها في صباها .
فكري ثم فكري وطالبي بأضخم المبالغ حتى ترين مدى تجاوبهم معك ومع غيرك من بنات جنسك .
إنكن من أغلى المواد الخام للإعلانات التجارية ولكنكن من أرخصها أيضاً .
سوق الجنس
( لو كنت رجلاً ما عجزت أبداً على إمرأة ، لأنها سلعة معروضة ، أفتش في سوقها عما يرضيني ، أما الجل فما كان سلعة قط ) ([2]).
أيتها المرأة في سوق الجنس أو السلعة المعروضة التي يرتادها أصناف الرجال في السر والعلانية وكلاً منهم يمضي في طريقه في الحياة ، يسمون أنفسهم (شرفاء ) يصعدون في سلم المجد والثروة والجاه . وأنتي تسقطين في أسفل طبقات المجتمع ، يأتيك ( فلان من الناس ) صاحب نفوز وسلطان وحصانة وشرف – في الظاهر – ويقضي حاجته ويتركك لرجل آخر يعبثون بك ويتمتعون بأنوثتك التي كان من الواجب أن تكون لزوج تخلصين في عشرته ويخلص لك .
في عنفوان شبابك وأنوثتك تفتح لك الأبواب والجيوب ، وبعدما تمضي بك الأيام وتفقدين جمالك لا تجدين المأوى بل الكلاب أفضل منك ، والمجرمون يلقون في السجون طعاماً ومكاناً للنوم .
فكري أيتها السلعة الرخيصة لتكوني إمرأة ذات بيت وأولاد وأحفاد يسهرون على راحتك ورعايتك .
الجاسوسة الحسناء
ما أكثر قصص الجاسوسية التي كان للمرأة دور فيها من حيث تراميها في أحضان رجالها .
وليت لها من المكانة عند من تعمل لهم ما يساعدها في حياتها المقبلة بل يتمتعون بجمالها وأنوثتها حتى إذا نالوا منها ما يشتهون من معلومات ومتعة كانت كالخرقة البالية يرمون بها .
وأكتفي هنا بذكر قصة لإحدى الحسناوات في كتاب ( الحرب الخفية ، فلسفة الجاسوسية ومقاومتها ) :
( إستغل رجال وزارة الأمن في موسكو فتاة حسناء إسمها (تانيا أفسيفتش ) لا يتجاوز عمرها العشرين عاماً وهددت بأن والديها سيعدمان لإتهامهما بعدائهما للدولة ، ما لم تنفذ ما يطلب منها .
وتحت ضغط التهديد قبلت تانيا ، وأرسلت إلى مدرسة الحسناوات التابعة لشرطة أمن الدولة في فيلا صغيرة مريحة في جزء منعزل في حديقة إ سمها " بلوتو" حيث دربت على إ ستخدام جسمها الجميل كسلاح للحصول على أية معلومات سياسيية أو عسكرية أو تجارية يمكن أن تعاون قضية السوفيت .
ودربت على كيفية السلوك مع أكثر الرجال تزمتاً وصمتاً ، وكيف تتصيد هؤلاء الرجال من منتديات الليل الخاصة بالأجانب . . . وكيف تنتقل من مأدبة العشاء إلى الفراش .
ومع أن تانيا كانت بريئة النفس نقية عني أبواها بتربيتها ، فقد دربت على الحيل التي يمكن إقتناص الرجال وفتح الشفاه المغلقة ، ودربت على فنون الحب المحرمة ، وبعد ثلاثة شهور كانت معدة للقيام بأول مهمة لها .
كان الرجل الذي وجهت لإصطياده شاباً صغير السن جميل الوجه يعمل ملحقاً عسكرياً في إحدى سفارات الغرب وكان قد عمل قائداً لسرية دبابات في الحرب الكورية، وكان من المتواتر أن هذه السرية مزودة بأحدث أنواع الدبابات التي صنعتها بلاد العالم الحر ، كما أنه كان من الشائع أن الأجهزة التي كانت في مدافع هذه الدبابات كانت من نوع يفوق ما لدى الجيش الأحمر ، وكانت هذه الأجهزة هي التي وجهت تانيا للحصول على معلومات عنها .
كان الإتصال بالشاب اليافع أيسر مما توقعت ، فقد تصادف أن إصطدمت به في بهو الفندق الذي يقيم فيه ، وكانت هذه الفرصة التي مهدت له دعوتها للعشاء ثم التوجه إلى المكان الذي يقيم فيه بالفندق .
كان كل ما يعني الشاب أن يحتويها بين ذراعيه وشعرت وهي بين أحضانه بقلق عصبي بتفكيرها في الوسيلة التي تسأله بها عن مدافع الدبابات في سريته .
وكنها لم تكن في حاجة هذا ، فبعد أن قضى في الفراش ، راح يتحدث عن نفسه . . . عن الحرب . . . عن الدبابات التي كان يتولى قيادتها .
وجاءت المعلومات التي تطلبها وحدها ، وحينما قصة على الكولونيل من جميع النقاط من هنا وهناك ليحصل على كل ما يريد معرفته .
وعلى أن "تانا " كانت قد حصلت بدورها على كل ما يذهب الشكوك عمن تعمل على تصديهم . . ذلك لأنها كانت عذراء حتى ليلتها الأولى هذه .
وأخذت "تانيا " تنفذ أوامر جهاز أمن الدولة ، ولكنها عرفت أن أبويها قد قتلهما الكولونيل تولجبين ، الرجل الذي يتولى رئاسة القسم الذي تعمل فيه هي وعشرات النساء غيرها .
وقررت الانتقام منه ، ففي إحدى الليالي دعاها تولجبين ليقضي معها سهرة حمراء ، واستخدمت أنوثتها في التغرير به ومساعدتها للفرار من الستار الحديدي ، وبعد أن نفذ لها الإجراءات قتلته وهو مخمور ، وهربت إلى المانبا الغربية حيث طلبت اللجوء إلى الولايات المتحدة )([3]).
هل وفي الكولونيل تولجبين لتانيا بما سبق وأن وعدها به من عدم قتل والديها .
يكفي أنه أخذ المعلومات التي يريدها أما أنت أيتها المرأة فإلى الجحيم .
مغازلة الذئاب
أيتها المرأة :
لو كنت زوجة فهل ترضين لزوجك أن يتغزل بأخريات غيرك ، ولو كنت غير متزوجة فهل تصدقين أحداً من الشبان يدعى أنك محبوبته الوحيدة . . .
تزخر مفكرة شاب ما بعشرات الأرقام الهاتفية للحسناوات فيقال له ذكياً ورجلاً ، أما أنت فلك بأن تحبين واحد فقط . أنا لا أدعو إلى التغزل أو المعاكسة ولكنني أقول لكن أيتهن الحسناوات أن تفكرن قبل الوقوع في مهاوي الردى . . .
إذا كنت لا ترغبين في أن ينصل زوجك بإخرى فاعلمي أن الأخريات لا يرضين بذلك ، وإذا كنت تسعين إلى بناء بيت زوجية سعيدة فغيرك يرغب في ذلك .
للشاب في ( العرف المنحط ) أن يحب عشرات الفتيات أما أنت فلك واحداً والا وصمك بأنك ( عاهرة ) .
يقولون بالمساواة ليسرقوا جمالك وعفتك .
يقولون بالحرية ليأسروا كرامتك .
يقولون بأنك قادرة على مقارعة الخطوب ويمجدونك حتى إذا تمكنوا منك قتلوك.
يعزفون مقطوعة الحب فإذا برزت كانوا ذئاباً ضارية .
يمتدحون جمالك حتى إذا نالوه قالوا : ( عاهرة ) .
يقولون ( ملكة جمال العالم ) فإذا حال الحول قالوا : (قبيحة ) .
أيتها المرأة . . . .
ماذا ترجين منهم . . .
إنك في بيت زوجك ملكة غير متوجة . .
وبين أولادك مربية ومضيفة لأجيال الغد المشرق .
وفي أحضان زوجك تلقين الملذات التي قد تؤدينها لرجل يهجرك عند إنبلاج الصبح .
لو أوصدت بابك أمام ( الذئاب الذين يمرغون كرامتك لحفظت نفسك وربيت بناتك على الطهر والعفاف .
( إنك في بيت زوجك ملكة بغير تاج فهل تفهمين ) .
ملكات الجمال
كقطعة من قماش يقيسون أطرافك وجسمك ثمتكون صورة تنشرها المجلات ويربحون من ورائها دخلاً قد لا يتخيله عقلك المبهور بالشهرة والصورة المنشورة .
أنت أيتها المرأة دائماً تكونين سلعة مربحة للآخرين مخسرة لنفسها .
الشهرة ثمنها أغلى من كنوز الأرض إنه (سقوطك ) من المجتمع الذي صفق لك . إنهم حفنة الرجال الذين يقيسون أطرافك .
تقول ( مارلين مونرو ) أشهر ممثلة إغراء في رسالتها التي أودعتها صندوق الأمانات في أحد بنوك نيويورك ، قبل إنتحارها : ( إحذري المجد . إحذري ما يخدعك بالأضواء . إني أتعس إ مرأة على هذه الأرض .
لم أستطع أن أكون أماً إني امرأة أفضل البيت ، الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة الإنسانية . لقد ظلمني الناس . وإن العمل في السينما يجعل المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة )([4]) .
فهل تكفي هذه النصيحة من بنات جنسك وقد نالت من الشهرة والمجد ما تطلبين فكان الحل عندها هو " الانتحار " .
ماذا يعني أن تكونين زوجة ؟
سؤال جوابه بضعة أسطر لا غير :
أولاً : يأتي الرجل يخطب ودك من ولى أمرك ، فيستشيرك هذا الولي فإذا وافقت كان هناك حفلاً بهذا القران السعيد تتلقين التهاني من الأقارب والأصدقاء ويكون لك بيتاً تعيشين فيه كأميرة تأمرين وتنهين وتربين أولادك فيه .
ثانياً : تجدين الزوج الذي يعمل لأجلك أنت وأولادك قلا تتسكعين بين المكاتب تطلبين العمل أو تعيشين سلعة في (مواخير البغاء ) حتى يذهب الجمال ويذهبون بك إلى (سلة المهملات ) .
ثالثاً : بعدما يتقدم بك السن أنت وزوجك أو يموت تجدين أولادك يطلبون رضاك ويسهرون في خدمتك ، ويحف بك أحفادهم يأنسون بك معهم ويفرحون عندما تقبلين عليهم .
رابعاً : لو قدر ومات زوجك وأنت شابة فستجدين زوجاً آخر لأن حياتك شريفة ، فلو كنت بغياً أو راقصة تبيع نفسها بحفنة من المال لرفضك الرجال مهما يكن جمالك لأنهم سيقولون إنك داعرة وهم الذين أوقعوا بك في هذا العمل .
خامساً : بعد وفاتك سيبقى لك الذكر الحسن بين الأقارب والأصدقاء وسيبقى اسمك شريفاً لا تلوكه الألسنة ألسنة الرجال والنساء .
سادساً : ستكونين زوجة وأماً وجدة حتى تموتين .
المرأة في الإسلام
أذكر تحت هذا العنوان كلمة قالها جوستاف لوبون عن تأثير الإسلام في أوضاع المرأة :
(إن الإسلام قد أثر تأثيراً حسناً في رفع مقام المرأة أكثر من كثير من قوانيننا الأوربية ، وخير طريقة لنقدر التأثير الذي أحدثه الإسلام في تحسين حال المرأة في الشرق ، أن نبحث عما كان عليه حالها قبل القرآن )([5]).
تحليل بسيط وتكون المقارنة السليمة العادلة ، أ نظروا حال المرأة قبل الإسلام وحالها بعد الإسلام وقضية ميراث المرأة .
حالة المرأة قبل الإسلام :
لم تكن المرأة قبل الإسلام تحضى ولو بقليل من الإعتراف بما لها من دور بناء في أي مجتمع كان ، فليست في نظرهم سوى سلعة تباع وتشترى إذا خرجت من بيت أبيها فقدت كل شئ من حريتها فليس لها الحق حتى ولو في إبداء رأي أو الموافقة عليه ، حتى أن بعض الشعوب تفرض عليها أن تقترن بأحد أقرباء زوجها في حالة وفاته وليس لها الحق أن تعود إلى بيت أهلها لأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من بيت أهل زوجها ، وليت لها على هذه الحالة شئ من الإحترام والتقدير .
يقول عمر كحاله : "فإن النساء كن في بلاد فارس تحت سلطة الرجل المطلقة الذي كان يحق له أن يحكم عليها بالموت أو ينعم عليها بالحياة طبقاً لما يراه وتطيب له نفسه . . . "([6]) . فنجدها عبارة عن سلعة لا حق لها ولا رأى .
ونرى مكانة المرأة عند اليونان رغم أنهم كانوا من أرقى الأمم حضارة، تشهد على ذلك آثارهم، يقول الداعية الإسلامي أبو الأعلى المودودي عن حالة المرأة اليونانية: (فلم تكن لها في مجتمعهم منزلة أو مقام كريم. وكانت الأساطير اليونانية قد اختذت امرأة خيالية تسمى "باندورا" ينبوع جميع آلام الإنسان ومصائبه)([7]).
وقد نزلت العادات الهندوسية إلى الحضيض بعادة هي أقرب إلى الحياة الوحشية في الغاب وهي إحراق الأرملة عند موت زوجها، ومن سخافاتهم أنها تصبح تحت وصاية أبنائها لا حق لها من التقدير عندهم كأم لهم يحرصون عليها ويحترمون رأيها.
وقد يقول القائل: إن الغرب قد أعطي المرأة حقها وحريتها، فيما نراه من شيوعية النساء، نقول لهم إنهم لم يسبقوا الشعوب البدائية بسبق يستحق الذكر فإن (عشائر الباكونجو لا تعرف حصانة النساء ولا يقام لها وزن، وإنما يقاس شرف المرأة وتقاس مكانتها بمبلغ الرغبة فيها، وما يعرضه الراغبون في شرائها، أو الزواج بها من ثمن)([8]) وفي جزيرة العرب كان العرب ينتقصون المرأة حقها فلا ترث بعد موت زوجها أو أبيها، وقد كانوا يدفنون البنات وهن أحياء مخافة العار والفقر كما يدعون وليس أدل على ذلك من قوله تعالى: ]وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيم[([9])، هذه هي المنزلة التي تحتلها المرأة، وقد تكفل الله بأخذ حسابها ممن ظلمها فقال ]وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ[([10]).
وكانت المرأة عند حيضها تخرج من البيت لتسكن داخل خيمة حتى تنتهي مدة الحيض لكونها بخسة في نظرهم.
أما في الصين ([11]) فكانت المرأة مملوكة لأبيها وزوجها وولدها ففرض عليها قبل الزواج أن تطيع أباها وأخاها وبعد الزواج تكون الطاعة لزوجها وبعد وفاة زوجها تكون طائعة لولدها وهذا منتهى الإسفاف بحقوق المرأة وانتهاك لحريتها، وفوق ذلك أن أهل المرأة في الصين يختارون الزوج الذي يرغبونه بمساعدة سمسار، أما في اليابان فقد حكم تشريعهم الجائر أن المرأة متى عقد قرانها على زوجها تهجر بيت أهلها هجراً تاماً وتسعى إلى توثيق صلاتها بأسرة زوجها ولا يحق لها أن تعود إلى أهلها مهما كانت الظروف لأنها أصبحت ملكاً لزوجها لا يحق لها أي تصرف كبهيمة الأنعام سواء بسواء.
أما أساطير اليهود فتصف المرأة بأنها المصدر لجميع آلام الشعوب ومشاكلها فلا تحدث مشكلة ألا ويعزون السبب إلى المرأة، وهذا مما شوه صورة المرأة وجعلها الصورة الموحشة التي تسبب لمالكها كل مشكلة وقضية.
أما عذر العرب في كون المرأة لا ترث فهو كما أورد ذلك أحمد محمد جمال: (أن المرأة لا تجارب مثله في سبيل جمعه عن طريق الإغارة)([12]) ويفكرون بأنانية مطلقة فلو أنهم تركوها تغزو وتنهب مثلهم ثم سبيت إحداهن لركب الرجل منهم رأسه وقال إنها هي مصدر الآمي، فقد حملتني عاراً مدى الدهر، فهو لو أنصفوها وحفظوا لها قدرها لكانت تلك المخلوقة المطيعة لزوجها البارة بأهله الواصلة لأهلها، لا تلك المملوكة عند هذا الزوج الأهوج الذي لا يعتبرها إلا سلعة له الحق وكامل التصرف فيها، فهو الآمر الذي لا يرد له قول وليس لزوجته مراجعته فيما يقول ولو كان ما قاله عين الخطأ.
وعموماً فإن المرأة قبل الإسلام في حالة يرثى لها من الكبت والإضطهاد في كل الشعوب فهي مخلوقة لا حول لها ولا طول أمام هذا الرجل الأناني الذي سلب حريتها وأرهقها. واعتبرها مصدر الشقاء والآلام ومصدر العار وحرمها من أبسط وأيسر حقوقها، وجعل للابن التسلط والتحكم على أمه وأجبرها بأن تطيع هذا الابن طاعة عمياء بعد وفاة زوجها المالك الثاني بعد أبيها. فليس لها حظ من العلم أو المشاركة في إبداء رأي أو زيارة لأهلها، فلا صلة رحم كما أوصي بذلك الدين الحنيف، بل هجران للأهل مدى الحياة، وقد يكون نصيبها الحرق بالنار بعد ترملها، وهذه هي إنسانية القوانين البشرية على مر العصور، ومهما حاول البشر أن يصلحوا ويضعوا القوانين من عندهم فإنهم لا يستطيعون أن يعطوا المرأة كامل حقوقها بل يهضمونها هضماً.
وما حالة المرأة اليوم في الغرب وفي بلدان العالم الإسلامي التي تحب التقليد لكل ما يأتي من الغرب أخف من حالة المرأة قبل الإسلام، فهي وإن كان يزعم الزاعمون أنها تحررت من القيود قد وقعت في القيد المكين الأشد من سابقه، فقد عادت لتصبح سلعة لا يقصد منها إلا إرواء الجنس فقط، فقد يقتل الوالدان أطفالهما ليستمتعا بلذة الجنس بعيداً عن مشاكل الأطفال ([13]).
أما الإسلام فقد أنصفها وأعطاها كامل حقوقها، مالها وما عليها، وجعل لها ضوابط وحدود.
حالة المرأة بعد الإسلام:
بزغ نور الهداية يشع في ذرى مكة المكرمة لينتشر في أنحاء العالم ناشراً معه الفضيلة، داعياً إلى الخير، مرهبا من الشر، أقر الفضائل ونقض ما يخالفه من عادات جاهلية تسلب الحقوق وتهدر الكرامات.
وكان من فضائل الإسلام على المرأة أ، أعاد إليها كرامتها، وحفظ علسها ماء وجهها من أن تبذله وتستذل استذلالاً مقيتا، وجعلها محفوظة في بيت أبيها لها من الاحترام والعطف عليها والشفقة بها لكونها امرأة، ونرها مكرمة معززة في بيت زوجها تبدي رأيها ولها زيارة أهلها ومواصلة رحمها، أما عندما تصبح أما فتصبح كنفا للابن وينبوع سعادة يتدفق بأغلى عاطفة إنسانية.
(ولم يقف الإسلام في تكريمه للمرأة عند هذا الحد، فأمر غير المحارم من الرجال بغض البصر عنها تنزيها لها، وتشريفا لقدرها)([14]).
يقول الله عز وجل: ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ[([15]).
ولقد أمر الإسلام بأن تكون الأسرة مبنية على التواد والتراحم والألفة ومشاطرة الخير والشر، وأن يكون الزوجين مترابطين بهذا الولاء لقوله تعالى: ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[([16])، وبلغ من حرص الإسلام على المرأة، وأمره بالشفقة عليها، أن قال رسول الله e في خطبة الوداع (واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان ([17]) لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمات الله)([18]).
وفي تاريخ الإسلام أروع الأمثلة للمرأة المسلمة التي كفل الإسلام حقوقها وحفظ عليها كرامتها وجعلها معززة مكرمة، وجعل لها من التكريم والعز ما يعجز القلم عن وصفه، فقد روى أبو داود في سننه أن أم هاني بنت أبي طالب أجارت رجلا من الشركين يوم الفتح فأتت النبي e ، فذكر له ذلك، فقال: (قد أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت)([19]).
ولقد تكررت لفظة "المعروف" في القرآن الكريم مقترنة بالزواج وعند التسريح لأن المرأة مخلوقة تعتمد على الرجل فيجب عليه أن يعطف عليها، ويأمر بالإحسان إليهن وعدم عضلهن، ومن هذه الآيات، قوله تعالى: ]وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوف[([20])، ويقول: ]وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً[([21]) والآيات التي تحث على الإحسان إلى المرأة والرفق بها كثيرة، وقد حصر يحيى المعلمي لفظة "المعروف" في سورة البقرة من آية 231 إلى 236 فوجد أنها وردت إحدى عشرة مرة ([22]) وهذا يدل على حرص الإسلام على المرأة والمحافظة عليها من الإضطهاد والذي كانت تعيشه قبل الإسلام، ولقد كانت المرأة في عهد النبي e جوهرة مصونة يحرص النبي e والأصحاب رضوان الله عليهم عليها، وكان الرسول يجتمع بهن ويحثهن على فعل الخير والتواصل، وأمرهن بصلة أرحامهن والإحسان إليهن وذلك بعد أن تستأذن المرأة زوجها في الخروج، ولقد قرن الله النساء مع الرجال في هذه الآية الكريمة مرغباً لهن في الحرص على حفظ النفس والصدق والصبر والخشوع، فقال عز من قائل: ]إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[([23]).
ولقد جعل الله الزواج منتفسا شريفا يعيشه الرجل والمرأة في منتهى السعادة بعيدا عن مزالق الفجور والزنا الذي هو مصدر البلاء، وقد دفع الإسلام بهذا دابر الشهوة الجامحة بما أحله الله للعباد من الوصل الحلال، ولقد أباح الإسلام تعدد الزوجات حفظا للرجل والمرأة، ولقد شهد الأعداء بفضل تعاليم الإسلام التي تبيح تعدد الزوجات وأن هذه التعاليم قد حفظت العالم الإسلامي من وباء الزنا، تقول النشرة الإحصائية التي نشرتها هيئة الأمم المتحدة في عام 1959م (إن البلدان الإسلامية محفوظة من هذا الوباء – أي الزنا – لأنها تتبع نظام "تعدد الزوجات")([24]).
وأباح الإسلام التعدد بشرط العدل بينهن فقال سبحانه: ]فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً[([25]).
والإسلام لم يأمر المرأة على هجر أهلها كما تفعل الشعوب قديما بل أمر بصلة الأهل وعدم قطيعة الرحم، يقول الله عز وجل: ]قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[([26])، فنجده هنا قرن عدم بر الوالدين بالشرك بالله واعتبرهما من المحرمات وهذه صورة عظيمة لرفق الإسلام، فللمرأة الحق في زيارة أهلها وتفقد أحوالهم لما لهم عليها من فضل التربية قبل زواجها.
وأمرها بالإسلام بعدم التبذل والنزول من حصنها الحصين، فيقول عز وجل: ]فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً[([27]).. وتعاليم الإسلام لا نستطيع حصرها بالنسبة للحفاظ على الأسرة التي تعتبر المرأة إحدى ركائزها، بل هي الركيزة الأساسية، ولقد قال الشاعر:
الأم مدرة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراف
والمرأة سواء كانت أما أو زوجة أو أختاً أو عمة أو خالة لها مكان محترم وتقدير من نوع خاص، فإحترام الأم ينبع من توصية إسلامنا بطاعة الوالدين، وتقدير الزوجة لكونها النصف الآخر لدين الرجل وعتبة منزله، أما إذا كانت أختاً فحفاظاً عليها حتى يتيسر لها الزوج الصالح، أما العمة والخالة فصلة رحم صلتهما أمر بها الدين الحنيف وتوعد قاطع الرحم بأشد العقوبات.
يقول الأستاذ أنور الجندي: (ومن كرامة الإسلام للمرأة أن جعل الفاسق ليس كفؤا للزواج من المرأة العفيفة)([28]). فقد جعل هذا الإتصال شريفاً ومن طرفين متكافئين يجعل لكل منهما تقديراً واحتراماً عند الآخر ولا يكون بينهما أي فارق في الأخلاق والدين التي هي عبارة عن الأساس المتين في العلاقات الزوجية في الإسلام.
المرأة وقضية الميرات:
سبق أن ذكرنا حرمان المرأة من الميراث في العادات الجاهلية لكونها لا تقوم ببذل أي جهد فيها، وهذا حق هضمته هذه العادات وأبطلته بغير ما وجه حق في هذا الظلم على المرأة.
أما بعد الإسلام فقد أعطاها الإسلام حقها وأمر به وبين أن لها نصيب غير نصيب الرجال وأن هذا الإرث حق لها لا دخل لأحد البشر فيه حيث أن الرب جلا وعلا هو الذي فرض الفروض ووضع الفرائض للناس ولم يجعلها بيد البشر لمعرفته أنهم سوف يجرون خلف العاطفة فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء: ]لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً[([29]). وفي آية أخرى يفرض للزوجة فرضا بعد ميراث زوجها وهو الربع إذا لم يكن هناك ولد، وتستحق الثمن في حالة وجود الولد: ]وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ[([30]) والمرأة ترث من دية زوجها، فقد جاء في سنن أبي داود أن النبي e كتب إلى الضحاك بن سفيان يأمره أن يورث امرأة أشم الضباني من دية زوجها ([31]).
أما حينما أعطاها نصب نصيب الذكر من الميراث فقد قابله إعفاؤها من أعباء النفقة ([32]).
والإسلام بهذه التشريعات الربانية يحفظ للمرأة عزها وكرامتها من أن تبتذلها العيون، وأت تمرغ شرفها في مهاوي الرذيلة وتلعب بها تيارات الانحراف التي يروج لها أبناء الغرب الآن، وبما أن المرأة هي عماد الأسرة فيجب عليها أن تنظر إلى تعاليم الدين الإسلامي وكيف أنصفتها وحررتها من الجور، أما ما يطفح العالم اليوم من دعاية إلى التحرر، فأقول كما قالت الكاتبة القديرة يمان السباعي: (ويل لأمة تفخر بنسائها في كليات الهندسة، ورجالها على الأزقة لا يجدون عملا، ولا يفكرون في قضية، ولا يحملون مسؤولية، ويل لأمة أهانت رجالها لتثبت ذاتية نساء ضائعات)([33]) هذا هو قل امرأة منصفة تدبرت كتاب الله وهدي نبيه فعرفت قدر نفسها فأنزلتها منزلتها ولم تحاول أ، تتشبث بدعاوى باطلة لا تستند إلى حقيقة بل هي كيد يكيده أعداء الإسلام للمرأة المسلمة، لتعود إلى جاهليتها التي تذل المرأة وتستعبدها.
وأردد النداء مع الأخت سهاد عبدالمجيد محمد ([34]) لفتاة اليوم المسلمة طالبة منها أن تلزم خدر العفاف لتكون مكرمة معززة:
فعودي وألبسي ثوباً طهوراً
وشأن الدار أولى من سواها
وكوني في الحياة ملاك سلم
تبلغك السعادة منتهاها
ويكفي المرأة المسلمة عزاً أن النبي e قال: (استوصوا النساء خيراً).
والإسلام دين إصلاح للمجتمع والأسرة، وهو الحسن الحصين للمرأة والواقي لها من المصائب والفتن.
([1]) يمان السباعي، الراقصون على جراحنا ص 45 .
([2]) محمد عبدالحليم عبدالله، لقيطه، ص160 .
([3]) صلاح نصر ، الحرب الخفية ص 191 ، 192 ، 193 .
([4]) فتحي يكن، الإسلام والجنس ص71.
([5]) حسين محمد يوسف، أهداف الأسرة والتيارات المضادة ص32.
([6]) المرأة في القديم والحديث، الجزء الأول، عمر رضا كحاله، ص133.
([7]) أبو الأعلى المودودي، الحجاب، ص12.
([8]) محمد عطية خميس، المرأة والأسرة في الحضارة الغربية الحديثة، ص62.
([9]) سورة النحل: الآية 58.
([10]) سورة التكوير: من الآية 8-9.
([11]) عمر رضا كحاله، المرأة في القديم والحديث، الجزء الأول، ص149.
([12]) أحمد محمد جمال، مكانك تحمدي، ص37,
([13]) محمد عطية خميس، المرأة والأسرة في الحضارة الغربية الحديثة، ص76.
([14]) حسين محمد يوسف، أهداف الأسرة في الإسلام والتيارات المضادة، ص13.
([15]) سورة النور: الآية 30.
([16]) سورة الروم: الآية 21.
([17]) عوان: أسيرات.
([18]) السيرة النبوية لابن هشام، تعليم وضبط عبدالرؤوف سعد، ص186.
([19]) سنن أبي داود، الجزء الثالث، ص84.
([20]) سورة البقرة: آية 231.
([21]) سورة النساء: آية 19.
([22]) يحى عبدالله المعلمي، مكارم الأخلاق في القرآن الكريم، ص260.
([23]) سورة الأحزاب: آية 35.
([24]) وحيد الدين خان، الإسلام يتحدى، ص237.
([25]) سورة النساء: آية 3.
([26]) سورة الأنعام: آية 151.
([27]) سورة الأحزاب: آية 32.
([28]) أنور الجندي، المرأة المسلمة في وجه التحديات، ص28.
([29]) سورة النساء: آية 7.
([30]) سورة النساء: آية 12.
([31]) سنن أبي داود، الجزء الثالث، ص129.
([32]) أنور الجندي، مرجع سابق، ص38.
([33]) يمان السباعي، الراقصون على جراحنا، ص59.
([34]) مجلة منار الإسلام، أبو ظبي – الأمارات العربية – العدد الخاص… السنة الثامنة ص69.
المقدمة
( أما والله اني لأرى العالم قد حفر فبراً للمرأه ثم وأدها فبه ، ثم رفع قبعته محييا لها ) ([1]) .
في جنات سوق النخاسه العالمي للمرأه تجد السماسرة ممن يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته .
يقتلون المرأة باسم الحرية .
يتسوقون في سوق الجنس تحت قانون اسموه (قانون البقاء ) تكونين – حسب رأيهم – بغياً وهم شرفاء .
يكسبون المال بفتاة الغلاف .
يروجون مصنوعاتهم بصورة عارية لامرأة .
لهم أن يغازلوا ما شاءوا أما أنت فواحداً منهم يكفيك .
يأسرون جمالك باسم المساواة .
وأنت للمدافعين عنك تشتمين ، ولجلاديك تمجدين .
تطربين لكلمة الحرية وفيها قيدك الشديد .
وتضجرين ممن يقول أختاه أيتها الأمل أفيقي .
و اني لقائل : (أفيقي وانظري الجلاد) .
فتاة الغلاف
يتسابق بعض الرجال شيباً وشباناً إلى شراء أي مجلة تربعت على غلافها فتاة حسناء وبضعة أسطر داخل المجلة عنها ، لا حباً في المجلة أو مواضيعها وإنما للتمتع بهذا الجمال الذي
سرقه أصحاب هذه المجلة أو تلك .
أيتها الفتاة لو كنت سوداء اللون أو قبيحة الوجه أو كبيرة في السن هل يقبلون نشر صورتك ؟ على غلاف مجلتهم .
يقولون هوايتك الطب أو الصيدلة أو التدريس فجربي بعد ما تمر السنين وتصبحين طبيبة أو معلمة وقد تغضن وجهك الجميل ، وذهب رونقه وسحره ، أقول جربي أن تبعثي لهم صورتك على أنك الفتاة التي كانت هوايتها كذا وكذا وقد تحققت هذه الهواية وأصبحت في المركز الذي كنت تطلبين فهل ينشرون صورتك ؟
أقول جربي لترين ما يفعلون في المكتبات سرعان ما تنفد بينما عشر نسخ من مجلة أخرى لا تحمل صورتك تبقى وقتاً طويلاً ويعود الفائض إلى إدارة المجلة ، فائض عشر نسخ فقط .
لو فكرت قليلاً في المبالغ التي يربحونها من ( فتاة الغلاف ) لعرفت أن لك حقاً من تقاضي مبلغاً كبيراً من قيمة بيعها لأنك ( كفتاة غلاف ) كنت الوسيلة الإعلامية المباشرة لهذا الكسب .
دعيهم يتوقفون ولو لعدد واحد – عن نشر صورتك الجميلة ، فماذا ستكون النتيجة ؟ سينخفض توزيع المجلة إلى حد تعلمين معه أنك سلعة لها ثقلها المادي على ترويج هذه المجلة .
ان لك حقوقاً مالية كبيرة وكثيرة في عائد هذه المجلات .
ماذا تكسبين من وراء ذلك هل تعتبرين الشهرة كسباً ، ا ن هذا العدد من تلك المجلة يكون مصيره سلة مهملات يبحث القراء عن عدد جديد ووجه ( فتاة غلاف ) جديد وهكذا سلعة رخيصة عند البائع والمشتري .
مضيفات الطيران
تتنافس شركات الطيران العالمية في الحصول على أجمل المضيفات ليعلمن على متن طائراتها لتصبح المضيفة نهباً لعيون ركاب كل رحلة وكأنها لوحة في معرض للفن التشكيلي .
لماذا ترضين بهذا ؟ اليس هناك من الرجال ما يكفي ، نسمع ببطالة الرجال في كل مكان ، يتسكعون في الشوارع ولا يجدون عملاً . لو عمل هؤلاء الرجال وكنت زوجة أحدهم يرعاك وتخلفون من الأولاد من يقوم برعايتك عندما تكبرين في السن ولا تقدرين على العمل .
إنها سنة الحياة أن يخدم الصغير من هو أكبر منه سناً وهكذا .
اما أن تعلمين مضيفة حتى يذهب الجمال وتذهب القوة ثم يعطونك الاشارة الخضراء لمغادرة ابواب الطائرة والشركة ، وفتاة أخرى جميلة تعمل مكانك وتبقين عانساً يهرب الرجال منك .
دعي الرجال يعملون ليخدمونك بدلاً من جحوظ أعينهم في مفاتن جسمك بدون مقابل لأنهم سيركبون طائرة أخرى ويفتتنون بمضيفة أخرى مجاناً . . .
كما أن بقائك مرهون بحسنك وعنفوان شبابك فما إن يبلي الشباب ويغيض الجمال حتى تعمد شركات الطيران إلى تغييرك مع الأثاث الجديد .
الإعلانات التجارية
تقوم شركة من الشركات بنشر إعلان عن مصنوعاتها في إحدى المجلات ، ومن بديهيات الإعلان أن تكون هناك فتاة جميلة ليس عليها ما يستر عورتها آلا غطاء شفاف مزوق ويدفعون لصاحب المجلة أو الصحيفة مبالغ ضخمة ليتم الإعلان .
وأسألك سؤلاً : كم المبلغ لذي دفعوه لك ؟ وما هو سبب إنتشار الإعلان ؟ ولماذا يقبل الشباب على شراء المجلة أو الصحيفة التي تحمل صورتك ؟ وأجيب بالنيابة عنك فأقول :
قد يعطونك مبلغاً زهيداً لتكوني ضمن هذا الإعلان . أما سبب إنتشار هذا الإعلان فإنه صورتك الجميلة . أقول هذا لأنني شاب أعرف ميول الشباب وغرائزهم تجاه الجميلات .
لماذا تصبحين سلعة غالية في ريعان شبابك ونضارة وجهك ، هل يقبلون - عندما تصبحين عجوزاً – أن ينشروا صورتك في إعلاناتهم ولو كنت دميمة المنظر هل يرغبونك ؟
لا ثم لا وسيضعفونك بأحذيتهم أيتها العجوز التي تسابقوا عليها في صباها .
فكري ثم فكري وطالبي بأضخم المبالغ حتى ترين مدى تجاوبهم معك ومع غيرك من بنات جنسك .
إنكن من أغلى المواد الخام للإعلانات التجارية ولكنكن من أرخصها أيضاً .
سوق الجنس
( لو كنت رجلاً ما عجزت أبداً على إمرأة ، لأنها سلعة معروضة ، أفتش في سوقها عما يرضيني ، أما الجل فما كان سلعة قط ) ([2]).
أيتها المرأة في سوق الجنس أو السلعة المعروضة التي يرتادها أصناف الرجال في السر والعلانية وكلاً منهم يمضي في طريقه في الحياة ، يسمون أنفسهم (شرفاء ) يصعدون في سلم المجد والثروة والجاه . وأنتي تسقطين في أسفل طبقات المجتمع ، يأتيك ( فلان من الناس ) صاحب نفوز وسلطان وحصانة وشرف – في الظاهر – ويقضي حاجته ويتركك لرجل آخر يعبثون بك ويتمتعون بأنوثتك التي كان من الواجب أن تكون لزوج تخلصين في عشرته ويخلص لك .
في عنفوان شبابك وأنوثتك تفتح لك الأبواب والجيوب ، وبعدما تمضي بك الأيام وتفقدين جمالك لا تجدين المأوى بل الكلاب أفضل منك ، والمجرمون يلقون في السجون طعاماً ومكاناً للنوم .
فكري أيتها السلعة الرخيصة لتكوني إمرأة ذات بيت وأولاد وأحفاد يسهرون على راحتك ورعايتك .
الجاسوسة الحسناء
ما أكثر قصص الجاسوسية التي كان للمرأة دور فيها من حيث تراميها في أحضان رجالها .
وليت لها من المكانة عند من تعمل لهم ما يساعدها في حياتها المقبلة بل يتمتعون بجمالها وأنوثتها حتى إذا نالوا منها ما يشتهون من معلومات ومتعة كانت كالخرقة البالية يرمون بها .
وأكتفي هنا بذكر قصة لإحدى الحسناوات في كتاب ( الحرب الخفية ، فلسفة الجاسوسية ومقاومتها ) :
( إستغل رجال وزارة الأمن في موسكو فتاة حسناء إسمها (تانيا أفسيفتش ) لا يتجاوز عمرها العشرين عاماً وهددت بأن والديها سيعدمان لإتهامهما بعدائهما للدولة ، ما لم تنفذ ما يطلب منها .
وتحت ضغط التهديد قبلت تانيا ، وأرسلت إلى مدرسة الحسناوات التابعة لشرطة أمن الدولة في فيلا صغيرة مريحة في جزء منعزل في حديقة إ سمها " بلوتو" حيث دربت على إ ستخدام جسمها الجميل كسلاح للحصول على أية معلومات سياسيية أو عسكرية أو تجارية يمكن أن تعاون قضية السوفيت .
ودربت على كيفية السلوك مع أكثر الرجال تزمتاً وصمتاً ، وكيف تتصيد هؤلاء الرجال من منتديات الليل الخاصة بالأجانب . . . وكيف تنتقل من مأدبة العشاء إلى الفراش .
ومع أن تانيا كانت بريئة النفس نقية عني أبواها بتربيتها ، فقد دربت على الحيل التي يمكن إقتناص الرجال وفتح الشفاه المغلقة ، ودربت على فنون الحب المحرمة ، وبعد ثلاثة شهور كانت معدة للقيام بأول مهمة لها .
كان الرجل الذي وجهت لإصطياده شاباً صغير السن جميل الوجه يعمل ملحقاً عسكرياً في إحدى سفارات الغرب وكان قد عمل قائداً لسرية دبابات في الحرب الكورية، وكان من المتواتر أن هذه السرية مزودة بأحدث أنواع الدبابات التي صنعتها بلاد العالم الحر ، كما أنه كان من الشائع أن الأجهزة التي كانت في مدافع هذه الدبابات كانت من نوع يفوق ما لدى الجيش الأحمر ، وكانت هذه الأجهزة هي التي وجهت تانيا للحصول على معلومات عنها .
كان الإتصال بالشاب اليافع أيسر مما توقعت ، فقد تصادف أن إصطدمت به في بهو الفندق الذي يقيم فيه ، وكانت هذه الفرصة التي مهدت له دعوتها للعشاء ثم التوجه إلى المكان الذي يقيم فيه بالفندق .
كان كل ما يعني الشاب أن يحتويها بين ذراعيه وشعرت وهي بين أحضانه بقلق عصبي بتفكيرها في الوسيلة التي تسأله بها عن مدافع الدبابات في سريته .
وكنها لم تكن في حاجة هذا ، فبعد أن قضى في الفراش ، راح يتحدث عن نفسه . . . عن الحرب . . . عن الدبابات التي كان يتولى قيادتها .
وجاءت المعلومات التي تطلبها وحدها ، وحينما قصة على الكولونيل من جميع النقاط من هنا وهناك ليحصل على كل ما يريد معرفته .
وعلى أن "تانا " كانت قد حصلت بدورها على كل ما يذهب الشكوك عمن تعمل على تصديهم . . ذلك لأنها كانت عذراء حتى ليلتها الأولى هذه .
وأخذت "تانيا " تنفذ أوامر جهاز أمن الدولة ، ولكنها عرفت أن أبويها قد قتلهما الكولونيل تولجبين ، الرجل الذي يتولى رئاسة القسم الذي تعمل فيه هي وعشرات النساء غيرها .
وقررت الانتقام منه ، ففي إحدى الليالي دعاها تولجبين ليقضي معها سهرة حمراء ، واستخدمت أنوثتها في التغرير به ومساعدتها للفرار من الستار الحديدي ، وبعد أن نفذ لها الإجراءات قتلته وهو مخمور ، وهربت إلى المانبا الغربية حيث طلبت اللجوء إلى الولايات المتحدة )([3]).
هل وفي الكولونيل تولجبين لتانيا بما سبق وأن وعدها به من عدم قتل والديها .
يكفي أنه أخذ المعلومات التي يريدها أما أنت أيتها المرأة فإلى الجحيم .
مغازلة الذئاب
أيتها المرأة :
لو كنت زوجة فهل ترضين لزوجك أن يتغزل بأخريات غيرك ، ولو كنت غير متزوجة فهل تصدقين أحداً من الشبان يدعى أنك محبوبته الوحيدة . . .
تزخر مفكرة شاب ما بعشرات الأرقام الهاتفية للحسناوات فيقال له ذكياً ورجلاً ، أما أنت فلك بأن تحبين واحد فقط . أنا لا أدعو إلى التغزل أو المعاكسة ولكنني أقول لكن أيتهن الحسناوات أن تفكرن قبل الوقوع في مهاوي الردى . . .
إذا كنت لا ترغبين في أن ينصل زوجك بإخرى فاعلمي أن الأخريات لا يرضين بذلك ، وإذا كنت تسعين إلى بناء بيت زوجية سعيدة فغيرك يرغب في ذلك .
للشاب في ( العرف المنحط ) أن يحب عشرات الفتيات أما أنت فلك واحداً والا وصمك بأنك ( عاهرة ) .
يقولون بالمساواة ليسرقوا جمالك وعفتك .
يقولون بالحرية ليأسروا كرامتك .
يقولون بأنك قادرة على مقارعة الخطوب ويمجدونك حتى إذا تمكنوا منك قتلوك.
يعزفون مقطوعة الحب فإذا برزت كانوا ذئاباً ضارية .
يمتدحون جمالك حتى إذا نالوه قالوا : ( عاهرة ) .
يقولون ( ملكة جمال العالم ) فإذا حال الحول قالوا : (قبيحة ) .
أيتها المرأة . . . .
ماذا ترجين منهم . . .
إنك في بيت زوجك ملكة غير متوجة . .
وبين أولادك مربية ومضيفة لأجيال الغد المشرق .
وفي أحضان زوجك تلقين الملذات التي قد تؤدينها لرجل يهجرك عند إنبلاج الصبح .
لو أوصدت بابك أمام ( الذئاب الذين يمرغون كرامتك لحفظت نفسك وربيت بناتك على الطهر والعفاف .
( إنك في بيت زوجك ملكة بغير تاج فهل تفهمين ) .
ملكات الجمال
كقطعة من قماش يقيسون أطرافك وجسمك ثمتكون صورة تنشرها المجلات ويربحون من ورائها دخلاً قد لا يتخيله عقلك المبهور بالشهرة والصورة المنشورة .
أنت أيتها المرأة دائماً تكونين سلعة مربحة للآخرين مخسرة لنفسها .
الشهرة ثمنها أغلى من كنوز الأرض إنه (سقوطك ) من المجتمع الذي صفق لك . إنهم حفنة الرجال الذين يقيسون أطرافك .
تقول ( مارلين مونرو ) أشهر ممثلة إغراء في رسالتها التي أودعتها صندوق الأمانات في أحد بنوك نيويورك ، قبل إنتحارها : ( إحذري المجد . إحذري ما يخدعك بالأضواء . إني أتعس إ مرأة على هذه الأرض .
لم أستطع أن أكون أماً إني امرأة أفضل البيت ، الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة الإنسانية . لقد ظلمني الناس . وإن العمل في السينما يجعل المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة )([4]) .
فهل تكفي هذه النصيحة من بنات جنسك وقد نالت من الشهرة والمجد ما تطلبين فكان الحل عندها هو " الانتحار " .
ماذا يعني أن تكونين زوجة ؟
سؤال جوابه بضعة أسطر لا غير :
أولاً : يأتي الرجل يخطب ودك من ولى أمرك ، فيستشيرك هذا الولي فإذا وافقت كان هناك حفلاً بهذا القران السعيد تتلقين التهاني من الأقارب والأصدقاء ويكون لك بيتاً تعيشين فيه كأميرة تأمرين وتنهين وتربين أولادك فيه .
ثانياً : تجدين الزوج الذي يعمل لأجلك أنت وأولادك قلا تتسكعين بين المكاتب تطلبين العمل أو تعيشين سلعة في (مواخير البغاء ) حتى يذهب الجمال ويذهبون بك إلى (سلة المهملات ) .
ثالثاً : بعدما يتقدم بك السن أنت وزوجك أو يموت تجدين أولادك يطلبون رضاك ويسهرون في خدمتك ، ويحف بك أحفادهم يأنسون بك معهم ويفرحون عندما تقبلين عليهم .
رابعاً : لو قدر ومات زوجك وأنت شابة فستجدين زوجاً آخر لأن حياتك شريفة ، فلو كنت بغياً أو راقصة تبيع نفسها بحفنة من المال لرفضك الرجال مهما يكن جمالك لأنهم سيقولون إنك داعرة وهم الذين أوقعوا بك في هذا العمل .
خامساً : بعد وفاتك سيبقى لك الذكر الحسن بين الأقارب والأصدقاء وسيبقى اسمك شريفاً لا تلوكه الألسنة ألسنة الرجال والنساء .
سادساً : ستكونين زوجة وأماً وجدة حتى تموتين .
المرأة في الإسلام
أذكر تحت هذا العنوان كلمة قالها جوستاف لوبون عن تأثير الإسلام في أوضاع المرأة :
(إن الإسلام قد أثر تأثيراً حسناً في رفع مقام المرأة أكثر من كثير من قوانيننا الأوربية ، وخير طريقة لنقدر التأثير الذي أحدثه الإسلام في تحسين حال المرأة في الشرق ، أن نبحث عما كان عليه حالها قبل القرآن )([5]).
تحليل بسيط وتكون المقارنة السليمة العادلة ، أ نظروا حال المرأة قبل الإسلام وحالها بعد الإسلام وقضية ميراث المرأة .
حالة المرأة قبل الإسلام :
لم تكن المرأة قبل الإسلام تحضى ولو بقليل من الإعتراف بما لها من دور بناء في أي مجتمع كان ، فليست في نظرهم سوى سلعة تباع وتشترى إذا خرجت من بيت أبيها فقدت كل شئ من حريتها فليس لها الحق حتى ولو في إبداء رأي أو الموافقة عليه ، حتى أن بعض الشعوب تفرض عليها أن تقترن بأحد أقرباء زوجها في حالة وفاته وليس لها الحق أن تعود إلى بيت أهلها لأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من بيت أهل زوجها ، وليت لها على هذه الحالة شئ من الإحترام والتقدير .
يقول عمر كحاله : "فإن النساء كن في بلاد فارس تحت سلطة الرجل المطلقة الذي كان يحق له أن يحكم عليها بالموت أو ينعم عليها بالحياة طبقاً لما يراه وتطيب له نفسه . . . "([6]) . فنجدها عبارة عن سلعة لا حق لها ولا رأى .
ونرى مكانة المرأة عند اليونان رغم أنهم كانوا من أرقى الأمم حضارة، تشهد على ذلك آثارهم، يقول الداعية الإسلامي أبو الأعلى المودودي عن حالة المرأة اليونانية: (فلم تكن لها في مجتمعهم منزلة أو مقام كريم. وكانت الأساطير اليونانية قد اختذت امرأة خيالية تسمى "باندورا" ينبوع جميع آلام الإنسان ومصائبه)([7]).
وقد نزلت العادات الهندوسية إلى الحضيض بعادة هي أقرب إلى الحياة الوحشية في الغاب وهي إحراق الأرملة عند موت زوجها، ومن سخافاتهم أنها تصبح تحت وصاية أبنائها لا حق لها من التقدير عندهم كأم لهم يحرصون عليها ويحترمون رأيها.
وقد يقول القائل: إن الغرب قد أعطي المرأة حقها وحريتها، فيما نراه من شيوعية النساء، نقول لهم إنهم لم يسبقوا الشعوب البدائية بسبق يستحق الذكر فإن (عشائر الباكونجو لا تعرف حصانة النساء ولا يقام لها وزن، وإنما يقاس شرف المرأة وتقاس مكانتها بمبلغ الرغبة فيها، وما يعرضه الراغبون في شرائها، أو الزواج بها من ثمن)([8]) وفي جزيرة العرب كان العرب ينتقصون المرأة حقها فلا ترث بعد موت زوجها أو أبيها، وقد كانوا يدفنون البنات وهن أحياء مخافة العار والفقر كما يدعون وليس أدل على ذلك من قوله تعالى: ]وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيم[([9])، هذه هي المنزلة التي تحتلها المرأة، وقد تكفل الله بأخذ حسابها ممن ظلمها فقال ]وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ[([10]).
وكانت المرأة عند حيضها تخرج من البيت لتسكن داخل خيمة حتى تنتهي مدة الحيض لكونها بخسة في نظرهم.
أما في الصين ([11]) فكانت المرأة مملوكة لأبيها وزوجها وولدها ففرض عليها قبل الزواج أن تطيع أباها وأخاها وبعد الزواج تكون الطاعة لزوجها وبعد وفاة زوجها تكون طائعة لولدها وهذا منتهى الإسفاف بحقوق المرأة وانتهاك لحريتها، وفوق ذلك أن أهل المرأة في الصين يختارون الزوج الذي يرغبونه بمساعدة سمسار، أما في اليابان فقد حكم تشريعهم الجائر أن المرأة متى عقد قرانها على زوجها تهجر بيت أهلها هجراً تاماً وتسعى إلى توثيق صلاتها بأسرة زوجها ولا يحق لها أن تعود إلى أهلها مهما كانت الظروف لأنها أصبحت ملكاً لزوجها لا يحق لها أي تصرف كبهيمة الأنعام سواء بسواء.
أما أساطير اليهود فتصف المرأة بأنها المصدر لجميع آلام الشعوب ومشاكلها فلا تحدث مشكلة ألا ويعزون السبب إلى المرأة، وهذا مما شوه صورة المرأة وجعلها الصورة الموحشة التي تسبب لمالكها كل مشكلة وقضية.
أما عذر العرب في كون المرأة لا ترث فهو كما أورد ذلك أحمد محمد جمال: (أن المرأة لا تجارب مثله في سبيل جمعه عن طريق الإغارة)([12]) ويفكرون بأنانية مطلقة فلو أنهم تركوها تغزو وتنهب مثلهم ثم سبيت إحداهن لركب الرجل منهم رأسه وقال إنها هي مصدر الآمي، فقد حملتني عاراً مدى الدهر، فهو لو أنصفوها وحفظوا لها قدرها لكانت تلك المخلوقة المطيعة لزوجها البارة بأهله الواصلة لأهلها، لا تلك المملوكة عند هذا الزوج الأهوج الذي لا يعتبرها إلا سلعة له الحق وكامل التصرف فيها، فهو الآمر الذي لا يرد له قول وليس لزوجته مراجعته فيما يقول ولو كان ما قاله عين الخطأ.
وعموماً فإن المرأة قبل الإسلام في حالة يرثى لها من الكبت والإضطهاد في كل الشعوب فهي مخلوقة لا حول لها ولا طول أمام هذا الرجل الأناني الذي سلب حريتها وأرهقها. واعتبرها مصدر الشقاء والآلام ومصدر العار وحرمها من أبسط وأيسر حقوقها، وجعل للابن التسلط والتحكم على أمه وأجبرها بأن تطيع هذا الابن طاعة عمياء بعد وفاة زوجها المالك الثاني بعد أبيها. فليس لها حظ من العلم أو المشاركة في إبداء رأي أو زيارة لأهلها، فلا صلة رحم كما أوصي بذلك الدين الحنيف، بل هجران للأهل مدى الحياة، وقد يكون نصيبها الحرق بالنار بعد ترملها، وهذه هي إنسانية القوانين البشرية على مر العصور، ومهما حاول البشر أن يصلحوا ويضعوا القوانين من عندهم فإنهم لا يستطيعون أن يعطوا المرأة كامل حقوقها بل يهضمونها هضماً.
وما حالة المرأة اليوم في الغرب وفي بلدان العالم الإسلامي التي تحب التقليد لكل ما يأتي من الغرب أخف من حالة المرأة قبل الإسلام، فهي وإن كان يزعم الزاعمون أنها تحررت من القيود قد وقعت في القيد المكين الأشد من سابقه، فقد عادت لتصبح سلعة لا يقصد منها إلا إرواء الجنس فقط، فقد يقتل الوالدان أطفالهما ليستمتعا بلذة الجنس بعيداً عن مشاكل الأطفال ([13]).
أما الإسلام فقد أنصفها وأعطاها كامل حقوقها، مالها وما عليها، وجعل لها ضوابط وحدود.
حالة المرأة بعد الإسلام:
بزغ نور الهداية يشع في ذرى مكة المكرمة لينتشر في أنحاء العالم ناشراً معه الفضيلة، داعياً إلى الخير، مرهبا من الشر، أقر الفضائل ونقض ما يخالفه من عادات جاهلية تسلب الحقوق وتهدر الكرامات.
وكان من فضائل الإسلام على المرأة أ، أعاد إليها كرامتها، وحفظ علسها ماء وجهها من أن تبذله وتستذل استذلالاً مقيتا، وجعلها محفوظة في بيت أبيها لها من الاحترام والعطف عليها والشفقة بها لكونها امرأة، ونرها مكرمة معززة في بيت زوجها تبدي رأيها ولها زيارة أهلها ومواصلة رحمها، أما عندما تصبح أما فتصبح كنفا للابن وينبوع سعادة يتدفق بأغلى عاطفة إنسانية.
(ولم يقف الإسلام في تكريمه للمرأة عند هذا الحد، فأمر غير المحارم من الرجال بغض البصر عنها تنزيها لها، وتشريفا لقدرها)([14]).
يقول الله عز وجل: ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ[([15]).
ولقد أمر الإسلام بأن تكون الأسرة مبنية على التواد والتراحم والألفة ومشاطرة الخير والشر، وأن يكون الزوجين مترابطين بهذا الولاء لقوله تعالى: ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[([16])، وبلغ من حرص الإسلام على المرأة، وأمره بالشفقة عليها، أن قال رسول الله e في خطبة الوداع (واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان ([17]) لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمات الله)([18]).
وفي تاريخ الإسلام أروع الأمثلة للمرأة المسلمة التي كفل الإسلام حقوقها وحفظ عليها كرامتها وجعلها معززة مكرمة، وجعل لها من التكريم والعز ما يعجز القلم عن وصفه، فقد روى أبو داود في سننه أن أم هاني بنت أبي طالب أجارت رجلا من الشركين يوم الفتح فأتت النبي e ، فذكر له ذلك، فقال: (قد أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت)([19]).
ولقد تكررت لفظة "المعروف" في القرآن الكريم مقترنة بالزواج وعند التسريح لأن المرأة مخلوقة تعتمد على الرجل فيجب عليه أن يعطف عليها، ويأمر بالإحسان إليهن وعدم عضلهن، ومن هذه الآيات، قوله تعالى: ]وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوف[([20])، ويقول: ]وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً[([21]) والآيات التي تحث على الإحسان إلى المرأة والرفق بها كثيرة، وقد حصر يحيى المعلمي لفظة "المعروف" في سورة البقرة من آية 231 إلى 236 فوجد أنها وردت إحدى عشرة مرة ([22]) وهذا يدل على حرص الإسلام على المرأة والمحافظة عليها من الإضطهاد والذي كانت تعيشه قبل الإسلام، ولقد كانت المرأة في عهد النبي e جوهرة مصونة يحرص النبي e والأصحاب رضوان الله عليهم عليها، وكان الرسول يجتمع بهن ويحثهن على فعل الخير والتواصل، وأمرهن بصلة أرحامهن والإحسان إليهن وذلك بعد أن تستأذن المرأة زوجها في الخروج، ولقد قرن الله النساء مع الرجال في هذه الآية الكريمة مرغباً لهن في الحرص على حفظ النفس والصدق والصبر والخشوع، فقال عز من قائل: ]إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[([23]).
ولقد جعل الله الزواج منتفسا شريفا يعيشه الرجل والمرأة في منتهى السعادة بعيدا عن مزالق الفجور والزنا الذي هو مصدر البلاء، وقد دفع الإسلام بهذا دابر الشهوة الجامحة بما أحله الله للعباد من الوصل الحلال، ولقد أباح الإسلام تعدد الزوجات حفظا للرجل والمرأة، ولقد شهد الأعداء بفضل تعاليم الإسلام التي تبيح تعدد الزوجات وأن هذه التعاليم قد حفظت العالم الإسلامي من وباء الزنا، تقول النشرة الإحصائية التي نشرتها هيئة الأمم المتحدة في عام 1959م (إن البلدان الإسلامية محفوظة من هذا الوباء – أي الزنا – لأنها تتبع نظام "تعدد الزوجات")([24]).
وأباح الإسلام التعدد بشرط العدل بينهن فقال سبحانه: ]فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً[([25]).
والإسلام لم يأمر المرأة على هجر أهلها كما تفعل الشعوب قديما بل أمر بصلة الأهل وعدم قطيعة الرحم، يقول الله عز وجل: ]قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[([26])، فنجده هنا قرن عدم بر الوالدين بالشرك بالله واعتبرهما من المحرمات وهذه صورة عظيمة لرفق الإسلام، فللمرأة الحق في زيارة أهلها وتفقد أحوالهم لما لهم عليها من فضل التربية قبل زواجها.
وأمرها بالإسلام بعدم التبذل والنزول من حصنها الحصين، فيقول عز وجل: ]فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً[([27]).. وتعاليم الإسلام لا نستطيع حصرها بالنسبة للحفاظ على الأسرة التي تعتبر المرأة إحدى ركائزها، بل هي الركيزة الأساسية، ولقد قال الشاعر:
الأم مدرة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراف
والمرأة سواء كانت أما أو زوجة أو أختاً أو عمة أو خالة لها مكان محترم وتقدير من نوع خاص، فإحترام الأم ينبع من توصية إسلامنا بطاعة الوالدين، وتقدير الزوجة لكونها النصف الآخر لدين الرجل وعتبة منزله، أما إذا كانت أختاً فحفاظاً عليها حتى يتيسر لها الزوج الصالح، أما العمة والخالة فصلة رحم صلتهما أمر بها الدين الحنيف وتوعد قاطع الرحم بأشد العقوبات.
يقول الأستاذ أنور الجندي: (ومن كرامة الإسلام للمرأة أن جعل الفاسق ليس كفؤا للزواج من المرأة العفيفة)([28]). فقد جعل هذا الإتصال شريفاً ومن طرفين متكافئين يجعل لكل منهما تقديراً واحتراماً عند الآخر ولا يكون بينهما أي فارق في الأخلاق والدين التي هي عبارة عن الأساس المتين في العلاقات الزوجية في الإسلام.
المرأة وقضية الميرات:
سبق أن ذكرنا حرمان المرأة من الميراث في العادات الجاهلية لكونها لا تقوم ببذل أي جهد فيها، وهذا حق هضمته هذه العادات وأبطلته بغير ما وجه حق في هذا الظلم على المرأة.
أما بعد الإسلام فقد أعطاها الإسلام حقها وأمر به وبين أن لها نصيب غير نصيب الرجال وأن هذا الإرث حق لها لا دخل لأحد البشر فيه حيث أن الرب جلا وعلا هو الذي فرض الفروض ووضع الفرائض للناس ولم يجعلها بيد البشر لمعرفته أنهم سوف يجرون خلف العاطفة فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء: ]لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً[([29]). وفي آية أخرى يفرض للزوجة فرضا بعد ميراث زوجها وهو الربع إذا لم يكن هناك ولد، وتستحق الثمن في حالة وجود الولد: ]وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ[([30]) والمرأة ترث من دية زوجها، فقد جاء في سنن أبي داود أن النبي e كتب إلى الضحاك بن سفيان يأمره أن يورث امرأة أشم الضباني من دية زوجها ([31]).
أما حينما أعطاها نصب نصيب الذكر من الميراث فقد قابله إعفاؤها من أعباء النفقة ([32]).
والإسلام بهذه التشريعات الربانية يحفظ للمرأة عزها وكرامتها من أن تبتذلها العيون، وأت تمرغ شرفها في مهاوي الرذيلة وتلعب بها تيارات الانحراف التي يروج لها أبناء الغرب الآن، وبما أن المرأة هي عماد الأسرة فيجب عليها أن تنظر إلى تعاليم الدين الإسلامي وكيف أنصفتها وحررتها من الجور، أما ما يطفح العالم اليوم من دعاية إلى التحرر، فأقول كما قالت الكاتبة القديرة يمان السباعي: (ويل لأمة تفخر بنسائها في كليات الهندسة، ورجالها على الأزقة لا يجدون عملا، ولا يفكرون في قضية، ولا يحملون مسؤولية، ويل لأمة أهانت رجالها لتثبت ذاتية نساء ضائعات)([33]) هذا هو قل امرأة منصفة تدبرت كتاب الله وهدي نبيه فعرفت قدر نفسها فأنزلتها منزلتها ولم تحاول أ، تتشبث بدعاوى باطلة لا تستند إلى حقيقة بل هي كيد يكيده أعداء الإسلام للمرأة المسلمة، لتعود إلى جاهليتها التي تذل المرأة وتستعبدها.
وأردد النداء مع الأخت سهاد عبدالمجيد محمد ([34]) لفتاة اليوم المسلمة طالبة منها أن تلزم خدر العفاف لتكون مكرمة معززة:
فعودي وألبسي ثوباً طهوراً
وشأن الدار أولى من سواها
وكوني في الحياة ملاك سلم
تبلغك السعادة منتهاها
ويكفي المرأة المسلمة عزاً أن النبي e قال: (استوصوا النساء خيراً).
والإسلام دين إصلاح للمجتمع والأسرة، وهو الحسن الحصين للمرأة والواقي لها من المصائب والفتن.
([1]) يمان السباعي، الراقصون على جراحنا ص 45 .
([2]) محمد عبدالحليم عبدالله، لقيطه، ص160 .
([3]) صلاح نصر ، الحرب الخفية ص 191 ، 192 ، 193 .
([4]) فتحي يكن، الإسلام والجنس ص71.
([5]) حسين محمد يوسف، أهداف الأسرة والتيارات المضادة ص32.
([6]) المرأة في القديم والحديث، الجزء الأول، عمر رضا كحاله، ص133.
([7]) أبو الأعلى المودودي، الحجاب، ص12.
([8]) محمد عطية خميس، المرأة والأسرة في الحضارة الغربية الحديثة، ص62.
([9]) سورة النحل: الآية 58.
([10]) سورة التكوير: من الآية 8-9.
([11]) عمر رضا كحاله، المرأة في القديم والحديث، الجزء الأول، ص149.
([12]) أحمد محمد جمال، مكانك تحمدي، ص37,
([13]) محمد عطية خميس، المرأة والأسرة في الحضارة الغربية الحديثة، ص76.
([14]) حسين محمد يوسف، أهداف الأسرة في الإسلام والتيارات المضادة، ص13.
([15]) سورة النور: الآية 30.
([16]) سورة الروم: الآية 21.
([17]) عوان: أسيرات.
([18]) السيرة النبوية لابن هشام، تعليم وضبط عبدالرؤوف سعد، ص186.
([19]) سنن أبي داود، الجزء الثالث، ص84.
([20]) سورة البقرة: آية 231.
([21]) سورة النساء: آية 19.
([22]) يحى عبدالله المعلمي، مكارم الأخلاق في القرآن الكريم، ص260.
([23]) سورة الأحزاب: آية 35.
([24]) وحيد الدين خان، الإسلام يتحدى، ص237.
([25]) سورة النساء: آية 3.
([26]) سورة الأنعام: آية 151.
([27]) سورة الأحزاب: آية 32.
([28]) أنور الجندي، المرأة المسلمة في وجه التحديات، ص28.
([29]) سورة النساء: آية 7.
([30]) سورة النساء: آية 12.
([31]) سنن أبي داود، الجزء الثالث، ص129.
([32]) أنور الجندي، مرجع سابق، ص38.
([33]) يمان السباعي، الراقصون على جراحنا، ص59.
([34]) مجلة منار الإسلام، أبو ظبي – الأمارات العربية – العدد الخاص… السنة الثامنة ص69.
شكراً جزيلاً للدكتور Ogbefun ، لا أعتقد أنه ما زال يوجد مذنب الموت الحقيقي بعد كل هذه السنوات من خيبة الأمل من مرسلي الرسائل الاقتحامية الهائلة على الإنترنت الذين يمارسون الاحتيال على الناس ، حتى أتيحت لي فرصة مقابلة الطبيب Ogbefun بعنونة تعويذة حقيقية ، من خلال صديق مقرب يدعى جنيفر الذي ساعده الدكتور ogbefun من قبل ، عندما اتصلت به عبر البريد الإلكتروني عبر ogbefunhearlingtemple@gmail.com أشرح كيف أن صديقتي السابقة منحتني مشكلة في زواجي ، ولم تسمح لي أبداً بلحظة سلام ، أنا بحاجة لإنهاء ذلك بقتلها ، وأنا لا أريد الاستفادة من قاتل لأنها ستكون محفوفة بالمخاطر لذلك كنت بحاجة إلى القيام بذلك بطريقة روحية لهذا السبب قررت الاتصال به ، أكد لي أن لا تقلق كما لقد اتصلت بالشخص المناسب في الوقت المناسب ، تعاونت معه وفي أقل من أسبوع ، كان ميت سابقًا ، نامت ولم تستيقظ أبدًا كل الشكر للدكتور Ogbefun لأنه بالفعل رجل متواضع.
ردحذفيمكنك الاتصال ogbefun عن أي موجة الموت ، مثل لقتل الخاص بك متفوقة في المكتب وتأخذ مكانه ، الموت لتقتل والدك ووراثة ثروته ، الموت تعويذة لقتل أي شخص قد خدعك في الماضي ، والتهجئة لزيادة الراتب ، والتهجئة للترقية في المكتب ، والتهجئة للحصول على حبيبك السابق ، إذا كانت الأمور لا تعمل بشكل جيد في حياتك ثم تحتاج إلى الاتصال به الآن عبر البريد الإلكتروني الموقع الإلكتروني ogbefunhearlingtemple@gmail.com https: // ogbefunhearlingtem. دعوة wixsite.com/spell أو إضافته على whatsapp +2348102574680